الشعر لسان العاشقين وعسلهم المر، تراه يناجي حالهم فيشكي غروب المحبوب ولوعته، وتراه يسْبِيهم في تهويدة حب فيشعل الشوق فيهم تارة أخرى، ولعل أبرز الشعراء العرب المعاصرين ممن تغنوا بالحب الشاعر الفلسطيني محمود درويش، فقصائده تعتبر من أجمل ما قيل في الحب، ونستعرض أدناه بعضًا من قصائده النثرية وأشعاره العذبة في وصف الحب والعاشقين.
قصيدة وأنتِ معي لمحمود درويش في الحب
وأنتِ معي، لا أَقول: هنا الآن
نحن معاً. بل أَقول: أَنا، أَنتِ،
والأَبديةُ نسبح في لا مكانْ
هواءٌ وماءٌ. نفكُّ الرموز. نُسَمِّي،
نُسَمَّى، ولا نتكلّم إلاّ لنعلم كم
نَحْنُ نَحْنُ… وننسى الزمانْ
ولا أَتذكَّرُ في أَيَّ أرضٍ وُلدتِ،
ولا أَتذكر من أَيّ أَرض بُعثتُ
هواءٌ وماء، ونحن على نجمة طائرانْ
وأَنتِ معي يَعْرَقُ الصمتُ, يغرورقُ
الصَّحْوْ بالغيم، والماءُ يبكي الهواء،
على نفسه كلما اُتَّحد الجسدانْ
ولا حُبَّ في الحبِّ،
لكنه شَبَقُ الروح للطيرانْ[1]
قصيدة لا تتركيني لمحمود درويش في الحب
وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني
خلف السياج
كعشبةٍ بريةٍ،
كيمامة مهجورةٍ
لا تتركني
قمراً تعيساً
كوكباً متسولاً بين الغصون
لا تتركني
حُرّاً بحزني
واحبسيني
بيد تصبُّ الشمس
فوق كُوى سجوني،
وتعوَّدي أن تحرقيني،
إن كنت لي
شغفاً بأحجاري بزيتوني
بشبَّاكي.. بطيني!
وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني[2]
اقرأ أيضًا: أجمل ما قال محمود درويش في الأم |
قصيدة هنَّ الجميلاتُ لمحمود درويش في الحب
الجميلات هنَّ الجميلاتُ
“نقش الكمنجات في الخاصرة”
الجميلات هنَّ الضعيفاتُ
“عرشٌ طفيفٌ بلا ذاكرة”
الجميلات هنَّ القوياتُ
“يأسٌ يضيء ولا يحترق”
الجميلات هنَّ الأميرات ُ
“ربَّاتُ وحيٍِ قلق”
الجميلات هنَّ القريباتُ
“جاراتُ قوس قزح”
الجميلات هنَّ البعيداتُ
“مثل أغاني الفرح”
الجميلات هنَّ الفقيراتُ
“كالورد في ساحة المعركةْ”
الجميلات هنَّ الوحيداتُ
“مثل الوصيفات في حضرة الملكة”
الجميلات هنَّ الطويلاتُ
“خالات نخل السماء”
الجميلات هنَّ القصيراتُ
“يُشرَبْنَ في كأس ماء”
الجميلات هنَّ الكبيراتُ
“مانجو مقشرةٌ ونبيذٌ معتق”
الجميلات هنَّ الصغيراتُ
“وَعْدُ غدٍ وبراعم زنبق”
الجميلات، كلّْ الجميلات، أنت ِ
إذا ما اجتمعن ليخترن لي أنبلَ القاتلات![3]
قصيدة كمقهى صغير هو الحب لمحمود درويش
كمقهى صغير على شارع الغرباء
هو الحُبُّ… يفتح أَبوابه للجميع
كمقهى يزيد وينقُصُ وَفْق المُناخ:
إذا هَطَلَ المطُر ازداد رُوَّادُهُ،
وإذا اعتدل الجوُّ قَلُّوا ومَلُّوا..
أنا ههنا – يا غريبةُ – في الركن أجلس
(ما لون عينيكِ؟ ما اسمك؟ كيف أناديك حين تَمُرِّين بي, وأنا جالس في انتظاركِ؟)
مقهى صغيرٌ هو الحبُّ.
أَطلب كأسَيْ نبيذٍ وأَشرب نخبي ونخبك
أَحمل قُبَّعتين وشمسيَّةً. إنها تمطر الآن
تمطر أكثر من أَيّ يوم، ولا تدخلين
أَقول لنفسي أَخيراً: لعلَّ التي كنت أنتظرُ انتظَرَتْني… أَو انتظرتْ رجلاً آخرَ
انتظرتنا ولم تتعرف عليه / عليَّ،
وكانت تقول: أَنا ههنا في انتظاركَ.
(ما لون عينيكَ؟ أَيَّ نبيذٍ تحبُّ؟
وما اسمُكَ ؟ كيف أناديكَ حين تمرُّ أَمامي)
كمقهى صغيرٍ هو الحُبّ….[4]
قصيدة ريتا لمحمود درويش في الحب
بين ريتا وعيوني… بندقيَّة
والذي يعرف ريتا، ينحني
ويصلي
لإلهٍ في العيون العسليَّة
وأنا قبَّلت ريتا…
عندما كانت صغيرة
وأنا أذكر كيف التصقتْ بي،
وغَطَّتْ ساعدي أحلى ضفيرة
وأنا أذكر ريتا
مثلما يذكر عصفورٌ غديرَهْ
آه.. ريتا
بيننا مليون عصفور وصورة
ومواعيدُ كثيرة
أطلقتْ ناراً عليها.. بندقيَّة
اسم ريتا كان عيداً في فمي
جسم ريتا كان عرساً في دمي
وأنا ضعت بريتا … سنتَينِ
وهي نامت فوق زندي سنتين
وتعاهدنا على أجمل كأس، واحترقنا
في نبيذ الشفتين
وولدنا مرتين !
آه.. ريتا
أي شيء ردَّ عن عينيك عينيَّ
سوى إغفاءتين
وغيوم عسليّة
قبل هذي البندقيَّة!
كان يا ما كان
يا صمت العشيّة
قمري هاجَر في الصبح بعيداً
في العيون العسلَيّة
والمدينة
كنست كل المغنين، وريتا
بين ريتا وعيوني.. بندقيّة[5]
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن شهر رمضان |