تشكل ألم الظهر مشكلة شائعة للعديد من الناس، والتي تتفاوت في حدتها وشدتها من شخص لآخر. ويجدر بنا الإشارة إلى أن ألم الظهر قد ينشأ باعتبارها شكوى مرضية قائمة بذاتها، أو كأحد الأعراض المرضية التحذيرية التي تشير إلى الإصابة بعلة أو مشكلة صحية ما. وبغض النظر عن العامل المسبب، فإن آلام الظهر قد تتسبب في محدودية حركة المريض وعدم قدرته على القيام بأنشطته اليومية الاعتيادية.
ويلاحظ أن معظم مصابي آلام الظهر عادة ما يتعاملون مع الأمر بطريقة غير صحيحة على الإطلاق، إذ يلجأون إلى الأدوية المسكنة فحسب دون البحث عن العامل المسبب، وهو الأمر الذي قد يفلح في القضاء على ألم الظهر ولو بصورة مؤقته، إلا أنه قد يفتح المجال لتفاقم الحالة الصحية وحدوث العديد من المضاعفات المرضية.
أسباب ألم الظهر
هناك العديد من الأسباب التي قد تكون مسؤولة عن الإصابة بآلام الظهر، لعل أهمها ما يلي:
السلوكيات الخاطئة
اتباع سلوكيات خاطئة، مثل الجلوس بطريقة غير صحيحة أو الوقوف لفترات زمنية طويلة أو حركات الظهر المفاجئة أو حمل أغراض ثقيلة بطريقة خاطئة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تشنج العضلات الموجودة بمنطقة الظهر وإصابتها بالالتهاب، كذلك فإن الالتهاب قد يمتد إلى الأعصاب المحيطة، مما يزيد من تفاقم آلام الظهر التي قد تمتد أيضًا إلى الرقبة والكتف، مصحوبة بالشعور بالخدر والتنميل في الأطراف.
الإصابات الظهر المباشرة
الإصابات المباشرة نحو الظهر والعمود الفقري، كما في حالات حوادث السيارات أو السقوط من مكان عالي الارتفاع.
الإنزلاق الغضروفي
الإنزلاق الغضروفي: يتألف العمود الفقري من الفقرات التي يفصلها عن بعضها أقراص غضروفية جيلاتينية تسمح بحركة الفقرات بكل سلاسة وانسيابية. يتسبب بروز هذه الأقراص الغضروفية أو تآكلها في زيادة قوى الاحتكاك بين الفقرات، الأمر الذي يؤدي إلى شكوى المريض من ألم الظهر. كذلك فإن الزيادة المفرطة في وزن الجسم قد تكون سببا في الإصابة بالإنزلاق الغضروفي، ومن ثم آلام الظهر.
اضطرابات الغدة الدرقية والغدة الكظرية
الاضطرابات الوظيفية بالغدة الدرقية أو الغدة الكظرية، مما يؤثر على مستويات الكالسيوم والفوسفور بالجسم، وبالتالي الشكوى من ألم الظهر.
التهابات الأعصاب الطرفية
عند إصابة أعصاب الأطراف بالالتهاب، فإن هذه التفاعلات الالتهابية قد تمتد إلى الشبكة العصبية المحيطة بالعمود الفقري، مما قد يكون سببًا في شكوى المريض من آلام شديدة بالظهر.
الأمراض المناعية المزمنة
أحيانًا قد ينشأ ألم الظهر نتيجة الإصابة بالأمراض المناعية المزمنة، كالروماتيزم أو الذئبة الحمراء. أيضًا ووفقًا لآلية مرضية مشابهة، قد تنشأ آلام الظهر في الحالات المتقدمة من هشاشة العظام.
الأورام السرطانية
سواء كانت أورام سرطانية أولية (سرطان العظام) أو أورام سرطانية ثانوية (ظهور السرطان في موضع ما بالجسم، ثم انتشاره لاحقا ليصيب العظام).
دواعي زيارة الطبيب
إذا كنت تعاني من آلام الظهر، ينصح بزيارة الطبيب في الحالات التالية:
- استمرار ألم الظهر لعدة أيام.
- إذا كانت مصحوبة بالخدر والتنميل بالأطراف.
- إذا كانت مصحوبة بارتفاع درجة حرارة الجسم.
- ذا كانت مصحوبة بهبوط وزن الجسم خلال وقت وجيز.
علاج ألم الظهر
يعتمد علاج ألم الظهر بشكل أساسي على إيجاد العامل المسبب، ومن ثم وضع خطة علاجية مناسبة للقضاء على سبب الإصابة. لكن وبشكل عام، هناك مجموعة من الوسائل العلاجية المساعدة التي تجدي نفعًا في تعزيز النتائج العلاجية لآلام الظهر، وتشمل ما يلي:
العلاج الدوائي
مسكنات الألم والأدوية الباسطة للعضلات.
العلاج الطبيعي الموضعي
والذي يهدف إلى تقوية عضلات الظهر. لكن ينبغي أن يكون الأمر تحت إشراف طبي متخصص، وذلك لتجنب حدوث تأثيرات عكسية وزيادة حدة آلام الظهر.
مغاطس المياه الدافئة
والتي تعمل على تنشيط الدورة الدموية الموضعية، وبالتالي استشفاء عضلات الظهر سريعًا.
اتباع نظام غذائي صحي
مع الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والفوسفور، وخاصة البيض ومنتجات الألبان.
الوقاية من الإصابة بآلام الظهر
لأن الوقاية خير من العلاج، ولتجنب الإصابة بآلام الظهر، ينصح باتباع ما يلي:
- الحرص على اتخاذ وضعيات النوم والجلوس الصحيحة والصحية.
- الحفاظ على وزن الجسم ضمن معدلاته الطبيعية، حيث أن زيادة الوزن المفرطة تضع عبئًا إضافيًا على عضلات الظهر السفلية، وبالتالي زيادة احتمالية الإصابة بآلام الظهر.
- ممارسة الرياضة بانتظام، ولاسيما تلك التمارين الرياضية التي تستهدف تقوية عضلات الظهر.
- الابتعاد تمامًا عن التدخين.
- الحرص على تناول الطعام الصحي المتوازن، وضرورة الاهتمام بتناول البيض ومنتجات الألبان.
إقرأ أيضًا
6 من أهم أسباب ألم الركبة المفاجئ
ما هو مرض خشونة الركبة؟ 5 نصائح للوقاية منه