ما هو العقم
يقصد بالعقم عمومًا عدم حدوث الحمل بعد مرور عام كامل، وذلك على الرغم من وجود علاقة زوجية منتظمة (بمعدل لا يقل بأي حال عن 2 – 3 مرات أسبوعيًا خلال تلك الفترة). وتؤكد الدراسات والإحصائيات التي أجريت في هذا الشأن على أن 30 % من حالات العقم إجمالًا يعود سببها إلى الرجل. يمكن تقسيم العقم عند الرجال إلى نوعين أساسيين، هما على النحو التالي:
العقم الأولي
يقصد به عدم حدوث الحمل على الإطلاق، وذلك على الرغم من العلاقة الزوجية المنتظمة لمدة عام كامل.
العقم الثانوي
يقصد به عدم حدوث حمل على الرغم من العلاقة الزوجية المنتظمة لمدة عام كامل، وذلك على الرغم من حدوث حمل سابق قبل هذه المدة.
أسباب العقم عند الرجال
هناك العديد من العوامل والأسباب التي تؤدي إلى حدوث العقم عند الرجال، نذكر منها ما يلي:
وجود اضطرابات فسيولوجية أو تشريحية بالحيوانات المنوية
تتمثل فيما يلي: انخفاض تعداد الحيوانات المنوية، عدم قيام الخصية بانتاج الحيوانات المنوية من الأساس، زيادة نسبة تشوهات الحيوانات المنوية، ضعف حيوية الحيوانات المنوية وانخفاض قدراتها الحركية.
وجود مشكلات بالسائل المنوي
تقوم غدة البروستاتا بإفراز السائل المنوي لتغذية الحيوانات المنوية التي تقوم الخصية بإنتاجها. لذا فإن أي خلل في السائل المنوي يؤثر بالتبعية على الحيوانات المنوية، مما قد يكون سببًا في الإصابة بالعقم عند الرجال. ولعل أهم مشكلات السائل المنوي هي زيادة كثافة السائل المنوي (يضعف حركة الحيوانات المنوية) أو وجود إفرازات صديدية بالسائل المنوي (يتسبب في تلف الحيوانات المنوية).
السمنة
تربط العديد من الدراسات بين السمنة والإصابة بالعقم عند الرجال، نظرًا لانخفاض مستويات هرمون الذكورة (التستوستيرون)، مما يؤدي إلى تناقص معدل إنتاج الحيوانات المنوية التي تتمتع بالصحة والحيوية الجيدة، وبالتالي الإصابة بالعقم.
وجود مشكلات بالخصية
كالخصية المعلقة أو دوالي الخصية أو التهاب الخصية أو أورام الخصية حيث تعد الخصية بمثابة مصنع لإنتاج الحيوانات المنوية، لذا فإن إصابتها بأي مرض يتعارض مع قدراتها الوظيفية، ويؤدي إلى إيقاف إنتاج الحيوانات المنوية، وبالتالي الإصابة بالعقم عند الذكور.
انسداد الوعاء الناقل للسائل المنوي
هذا الوعاء او الأنبوب هو المسؤول عن نقل الحيوانات المنوية والسائل المنوي إلى الخارج أثناء حدوث عملية قذف المني وهذا الأمر الذي قد ينشأ بتأثير وجود عيب خلقي في الوعاء الناقل، أو نتيجة لإصابة البروستاتا بورم حميد أو خبيث يضغط على الوعاء الناقل من الخارج، مما يتسبب في احتباس الحيوانات المنوية وعدم قدرتها على الخروج.
الضعف الجنسي
من المعروف أنه لحدوث عملية جنسية كاملة، فلابد أن يحصل الرجل على انتصاب كامل لفترة زمنية تتيح له القيام بالعلاقة الجنسية انتهاءً بقذف المني. بناءً على ذلك فإن الإصابة بالضعف الجنسي وضعف انتصاب القضيب قد يتعارض مع العلاقة الجنسية الكاملة، وبالتالي حدوث العقم عند الذكور. أيضا وعلى سياق متصل، فإن الإصابة ببعض الأمراض المزمنة كتصلب الشرايين أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري قد يكون مسئولًا عن هذا الأمر.
تشخيص العقم عند الرجال
تهدف الاختبارات والفحوصات التشخيصية التي يتم إجرائها في حالات العقم عند الرجال إلى تحديد العلة المسببة. وبشكل عام، يقوم الطبيب المعالج بالتدقيق في التاريخ المرضي للمريض، وسؤاله عن أي أعراض مرضية ظاهرية يعاني منها في الوقت الحالي. بعد ذلك يتم إجراء الفحوصات التالية:
- تحليل الحيوانات المنوية والسائل المنوي: حيث يتم الحصول على عينة وذلك بعد إرشاد المريض إلى التوقف عن أي ممارسة جنسية لمدة 3 أيام. يهدف هذا التحليل إلى الكشف عن أي خلل في الخواص الفسيولوجية أو التشريحية للحيوانات المنوية والسائل المنوي، والتي قد تكون مسئولة عن الإصابة بالعقم عند الذكور.
- فحص الخصية باستخدام الموجات فوق الصوتية: وذلك للتحقق من قدراتها وكفائتها الوظيفية المتمثلة في إنتاج الحيوانات المنوية.
- إجراء فحص هرموني شامل، ولاسيما هرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة).
- يمكن أخذ عينة نسيجية من الخصية وإخضاعها للفحص النسيجي المعملي، وذلك في حالة الاشتباه في وجود ورم بالخصية.
علاج العقم عند الرجال
يعتمد علاج العقم عند الذكور بشكل أساسي على إيجاد سبب الإصابة ثم علاجه. أيضا وعلى سياق متصل، هناك بعض التدابير الأخرى التي يمكن وضعها بعين الاعتبار، وذلك لتعزيز مستوى الخصوبة وزيادة فرص حدوث الحمل، حيث تشمل:
- العلاج الدوائي الهرموني، لكن ينبغي استخدامه تحت إشراف طبي متخصص. كذلك يمكن تناول بعض المكملات الغذائية الدوائية المعززة للخصوبة، وذلك بعد استشارة الطبيب المعالج.
- الاهتمام بتناول الأطعمة التي تعزز من مستويات الخصوبة، وتشمل: الأسماك الدهنية، منتجات الألبان، البيض، المكسرات، الخضروات الورقية الداكنة.
- الإقلاع تمامًا عن التدخين.
- تجنب الإصابة بالسمنة.
في حالة إخفاق كل ماسبق في علاج العقم عند الرجال، لا مانع من التفكير في وسائل الإنجاب المساعدة (أطفال الأنابيب، الحقن المجهري)، مع ضرورة استشارة طبيب مختص أولًا.
إقرأ أيضًا
أعراض دوالي الخصية، الأسباب والعلاج