ما المقصود بخمول الغدة الدرقية؟
توجد الغدة الدرقية بمنطقة الرقبة، وهي مسؤولة عن إنتاج هرمون الثيروكسين الذي يسهم بشكل رئيسي في التحكم بالعديد من العمليات الحيوية بالجسم، ولاسيما على صعيد عمليات الأيض والتمثيل الغذائي، ينشأ خمول وقصور الغدة الدرقية بتأثير عدم قدرة الغدة الدرقية على إنتاج الكميات المطلوبة من هرمون الثيروكسين، الأمر الذي يتسبب في ظهور العديد من الأعراض والمضاعفات المرضية التي سنتعرض لها لاحقًا بالتفصيل.
أسباب الإصابة بخمول الغدة الدرقية
- ينشأ خمول وقصور الغدة الدرقية نتيجة عدم قدرة الغدة الدرقية على إنتاج كميات كافية من هرمون الثيروكسين TSH تفي باحتياجات الجسم المختلفة، كذلك هناك بعض العوامل والمشكلات الصحية التي قد تكون سببًا في الإصابة، لعل أهمها:
- الأمراض المناعية الذاتية، حيث تتسبب الأمراض المناعية في زيادة الاستجابة المناعية بالجسم، وبالتالي التعرض لخطر الإصابة بقصور الغدة الدرقية، وتحديدًا عند الإصابة بالتهاب هاشيموتو في الغدة الدرقية.
- الاستخدام المفرط للأدوية المضادة لهرمون الغدة الدرقية، وذلك في الأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى كسل الغدة الدرقية، في مثل هذه الحالات، لابد من معاودة الطبيب المعالج لتعديل الجرعة الدوائية المقررة.
- أحيانًا قد يتسبب العلاج الإشعاعي المستخدم في علاج سرطان الرأس أو الرقبة في تدهور وظائف الغدة الدرقية، وبالتالي الإصابة بقصور الغدة الدرقية.
- اتباع نظام غذائي لا يحتوي على عنصر الأيودين (يوجد الأيودين بشكل أساسي في الملح اليودي والمأكولات البحرية).
- الاستئصال الكلي أو الجزئي للغدة الدرقية.
- تعرض الغدة النخامية للضرر.
- يلاحظ أن الأدوية التي تستخدم في علاج بعض الاضطرابات النفسية (كالفصام أو الاكتئاب) قد تكون سببًا في الإصابة الغدة الدرقية بالقصور.
أعراض خمول الغدة الدرقية
يلاحظ أن أعراض الإصابة بخمول الغدة الدرقية لا تظهر في المراحل الأولى المبكرة من المرض، لكن لاحقًا ومع تقدم المرض، تظهر الأعراض المرضية التالية على نحو تدريجي:
- الشعور بالتعب والإرهاق على نحو مستمر.
- زيادة وزن الجسم على نحو لافت خلال وقت وجيز.
- عدم القدرة على احتمال البرودة.
- اعتلال المزاج، والميل إلى الإصابة بالاكتئاب.
- تدهور القدرات الذهنية، وضعف الذاكرة والقدرة على التركيز.
- تباطؤ معدل ضربات القلب.
- جفاف البشرة.
- تساقط الشعر.
- الإصابة بالإمساك.
- اضطرابات الدورة الشهرية لدى النساء.
المضاعفات المرضية المحتملة من الإصابة بخمول الغدة الدرقية
في حالة الإصابة بقصور الغدة الدرقية وإهمال علاج الحالة، تبدأ المضاعفات المرضية التالية في الظهور:
- تضخم الغدة الدرقية.
- قصور القلب الوظيفي.
- زيادة مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية بالدم، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين، فضلًا عن زيادة خطر تكوين الجلطات الدموية.
- اعتلال الأعصاب الطرفية.
- تقلص مستويات الخصوبة، وزيادة خطر الإصابة بالعقم وعدم القدرة على الإنجاب.
- الاضطرابات النفسية، كالفصام أو الذهان أو الاكتئاب المزمن.
تشخيص خمول الغدة الدرقية
يعتمد التشخيص الأولي على رصد وتقييم الأعراض المرضية سالفة الذكر، لكن لتأكيد التشخيص وتحديد مدى تقدم المرض، يتم إخضاع المريض لمجموعة من الفحوصات والاختبارات المعملية، مثل:
- فحص مستوى هرمون الثيروكسين بالدم TSH.
- فحص مستوى الهرمون المنشط للغدة الدرقية بالدم.
- فحص الغدة الدرقية باستخدام الأشعة التشخيصية (الموجات فوق الصوتية، التصوير المقطعي المحوسب).
علاج خمول الغدة الدرقية
يتم علاج خمول الغدة الدرقية من خلال تحديد العامل المسبب للمرض، فضلًا عن إخضاع المريض لجرعات دوائية تعويضية من هرمون الثيروكسين TSH، ويتم تحديد الجرعة الدوائية بناءً على معدل التغيير في مستويات هرمون الثيروكسين والهرمون المنشط للغدة الدرقية بالدم، كذلك يتم توجيه المريض إلى ضرورة الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية باليود، ولاسيما الأعشاب والمأكولات البحرية، مع إضافة الملح اليودي إلى النظام الغذائي المتبع.