ما هي الأمراض المناعية الذاتية؟
أمراض المناعة الذاتية أو الأمراض الانضدادية وتسمى بالإنجليزية (Autoimmune disease)، حيث يعمل عندها الجهاز المناعي على صد أي عدوى محتملة أو ميكروبات قد تغزو الجسم، وذلك من خلال استجابة مناعية يتم تنشيطها عند دخول جسم غريب قد يسبب المرض.
بناءً على ذلك فإن الأمراض المناعية الذاتية هي عبارة عن مجموعة من الأمراض التي يقوم الجهاز المناعي فيها بمهاجمة أعضاء وأنسجة الجسم باعتبارها جسماً غريباً أو ميكروبات قد تحمل الضرر، أو بمعنى آخر يمكننا القول أن الأمراض المناعية الذاتية عبارة عن ردة فعل مناعية شاذة تجاه الجسم نفسه، الأمر الذي يتسبب في العديد من المشكلات الصحية التي تختلف باختلاف الأعضاء التي يستهدفها الجهاز المناعي بالهجوم.[1]
أشهر الأمراض المناعية الذاتية
هناك العديد من الأمراض المناعية الذاتية، والتي تختلف فيما بينها اعتمادًا على أعضاء الجسم والأنسجة التي يستهدفها الجهاز المناعي بالهجوم، ولعل أشهر الأمراض المناعية الذاتية ما يلي:[2]
- مرض السكري من النوع الأول: تحدث الإصابة عادةً في مراحل مبكرة من العمر (مرحلة الطفولة أو ما قبل البلوغ) حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج هرمون الإنسولين، الأمر الذي يؤدي إلى توقف أو انخفاض إنتاج الإنسولين، وبالتالي اضطراب مستوى سكر الجلوكوز بالدم والإصابة بمرض السكري من النوع الأول.
- أمراض الأمعاء الالتهابية (التهاب القولون التقرحي وداء كرون): حيث يستهدف الجهاز المناعي بطانة القولون والأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى التهابها وشكوى المريض من آلام البطن المصحوبة أحيانا بالنزيف الدموي.
- التهاب المفاصل الروماتيزمي: هو إحدى صور التهابات المفاصل، والتي يقوم فيها الجهاز المناعي بإنتاج عدد هائل من الأجسام المضادة التي تستهدف المفاصل والأربطة المحيطة بها، الأمر الذي يتسبب في تورم والتهاب المفاصل المستهدفة، فضلًا عن محدودية حركتها نظرًا للشعور الشديد بالألم عند تحريكها.
- الذئبة الحمراء: يتشابه هذا المرض بشكل كبير مع التهاب المفاصل الروماتيزمي، مع وجود فارق يتلخص في أن الجهاز المناعي لا يكتفي بمهاجمة المفاصل والأربطة فحسب، وإنما قد يمتد الأمر ليشمل أعضاء حيوية أخرى كالرئتين والكبد والغدد الليمفاوية.
- الصدفية: هي أحد الأمراض الجلدية ذات المنشأ المناعي، حيث يتسبب الجهاز المناعي في حث الجلد على النمو بشكل متسارع، مما يؤدي إلى ظهور بقع جلدية حمراء سميكة ومثيرة للحكة.
- مرض التصلب المتعدد: يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي الخلايا العصبية بالدماغ والحبل الشوكي، مما يؤدي إلى تلف وتآكل الغشاء المحيط بهذه الخلايا، الأمر الذي يتسبب في وجود خلل بآلية التوافق العضلي العصبي، ومن ثم الإصابة بالشلل وضمور العضلات.
- مرض جريفز: هو إحدى صور فرط نشاط الغدة الدرقية، والتي تنشأ عندما يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الغدة الدرقية، كذلك قد يتسبب اختلال الجهاز المناعي في الإصابة بمرض هاشيموتو، والذي يعد أحد صور القصور الوظيفي بالغدة الدرقية.
أسباب الإصابة بالأمراض المناعية الذاتية
تنشأ الأمراض المناعية الذاتية نتيجة ردة فعل مناعية مفرطة نحو الجسم (يهاجم الجهاز المناعي أعضاء أو أنسجة بعينها)، ولا يزال سبب ذلك غير مفهوم حتى لحظة كتابة هذه السطور، وإن رجحت بعض الدراسات التي أجريت في هذا الشأن أن العامل الوراثي قد يلعب دورًا أساسيًا في الإصابة، علاوة على العوامل البيئية والخارجية المحفزة، كالعدوى الفيروسية أو الاضطرابات الهرمونية أو بعض الأمراض المزمنة. [3]
اقرأ أيضًا: أنواع الثلاسيميا وأيهما أخطر ثلاسيميا ألفا أم بيتا |
أعراض شائعة عند مصابي أمراض المناعية الذاتية
تختلف الأعراض المرضية المصاحبة للأمراض المناعية الذاتية باختلاف المرض نفسه، لكن بشكل عام هناك مجموعة من الأعراض المرضية التي تعتبر قاسمًا مشتركًا لكافة الأمراض المناعية الذاتية تقريبا، حيث تشمل:[4]
- ارتفاع طفيف أو متوسط بدرجة الحرارة.
- الشعور بالإعياء والإنهاك بشكل مستمر.
- آلام عضلية متفرقة.
- الشعور بالغثيان والقيء في بعض الأحيان.
- اختلال القدرة على التركيز.
- تشخيص الأمراض المناعية الذاتية
تختلف التدابير التشخيصية للأمراض المناعية الذاتية باختلاف المرض نفسه، لكن بشكل عام يتم تقييم الأمر من خلال الفحص السريري للأعراض المرضية الظاهرية، والتدقيق في التاريخ الطبي والعائلي للمريض، وكإجراء معملي أولي يلجأ الطبيب المعالج عادةً إلى إجراء اختبار الأجسام المضادة للنواة، وذلك لتأكيد وجود إصابة بأحد الأمراض المناعية الذاتية من عدمه، بالإضافة إلى إجراء اختبارات تعداد الدم الكامل وسرعة الترسيب.[5]
علاج الأمراض المناعية الذاتية
تتسم الأمراض المناعية الذاتية بأنها أمراض مزمنة، مما يعني أن فكرة العلاج النهائي منها أمر مستبعد، لذا تهدف التدابير العلاجية المتاحة إلى الحد من ظهور الأعراض، فضلا عن منع حدوث المضاعفات، وهو ما يتم من خلال وفيما يلي بيان لبعض الطرق العلاجية المتبعة:[6]
- الخضوع للعلاج الفيزيائي في بعض أنواع أمراض المناعة الذاتية.
- تجنب التعرض لمحفزات المرض.
- تجنب التعرض للتوتر والضغط النفسي.
- العلاج بالهرمونات البديلة في بعض أنواع أمراض المناعة الذاتية.
- الحرص على اتباع نمط حياة صحِّي باتباع نظام غذائي صحِي.
- ممارسة الرياضية بانتظام، والحصول على قسط من الراحة الكافية.
- إعطاء المريض بعض الأدوية المثبطة للمناعة لتقليل الاستجابة المناعية بالجسم، بالإضافة إلى مضادات الالتهاب غير الاسترويدية، لتخفيف آثار الالتهاب بالأنسجة المتضررة.
- استخدام بعض مسكِنات الألم.
- بعض الأدوية البيولوجية التي تستخدم في علاج بعض حالات التهاب المفاصل الروماتويدي، واستخدام أدوية الكورتيكوستيرويد للمساعدة على التخفيف من الالتهاب وتسكين الألم وتثبيط الجهاز المناعي.
اقرأ أيضًا: هل مرض الروماتيزم خطير؟ أسبابه وعلاجه |
هل كان المقال مفيدًا؟
المصادر والمراجع[+]
↲1 | https://www.webmd.com/a-to-z-guides/autoimmune-diseases |
---|---|
↲2 | https://www.healthline.com/health/autoimmune-disorders |
↲3 | https://www.healthdirect.gov.au/autoimmune-diseases |
↲4 | https://www.hopkinsmedicine.org/health/wellness-and-prevention/what-are-common-symptoms-of-autoimmune-disease |
↲5 | https://www.childrenshospital.org/conditions-and-treatments/conditions/a/autoimmune-diseases/diagnosis-and-treatment |
↲6 | https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/autoimmune-disorders |