الحياة والمجتمع

التأمل، خطوات بسيطة لتقليل الضغط النفسي

التأمل يحارب القلق والتوتر

في كثير من الأحيان نمر بأشياءٍ ونعبر وكأننا لم نرآها ومع مرور الوقت تصبح تلك الأشياء إعتيادية وتفقد قيمتها، ونبذل كل ما في وسعنا لمعرفة الوسيلة التي نتخلص فيها من تلك النظرة التي جعلت حياتنا متشابهة تخلو من القيمة، ونحن في صدد هذا المقال سنطرح المفتاح الذي يساعدنا على حل تلك المشكلة ألا وهو التأمل ونتعرف على الحاجة له ،ومن ثم نعرف التأمل وفوائده و تاريخه وكيف يُمارس؟

ما هو التأمل ؟

يعرف التأمل على أنه أحد الوسائل التي تُدرك كهن الروح وتسعى جاهدةً إلى إرضائها وإزالة كل ما علق فيها من دركات الدنيا وشقائها فهو الوجهة التي تخلص الإنسان من النظرة المألوفة للأشياء فمن دونه نرى الأشياء فقط وكأنها وجدت من أجل القيام بواجباتها ولا نسأل أنفسنا عن الغاية التي خلقت من أجلها إلا بعد القيام بجلسات تأملية تصفو بها الروح.[1]

التأمل تاريخيًا

وجد التأمل مع نشأة البشرية فكيف لا ؟ وهو السبب الذي سار في تقدمهم فلكل شعب من الشعوب قصة تحكي كمية جهودهم العقلية التي من خلالها نشأت حضارتهم، فمن دون التأمل لا وجود للأديان، فكل الأديان جاءت بممارسات ونصوص تدعو إلى التأمل فهو السبيل لخلاص الروح من شقاء الحياة، والتأمل يُمارس في حياة الإنسان العملية فكل الثقافات العمرانية والأدبية و الإكتشافات العلمية التي سهلت حياة الانسان كانت نتيجة التأمل .[2]

الحاجة إلى التأمل

التأمل موضوع تطرحه كل حاجة على إختلاف حاجات الإنسان إلا أنه يعتبر الدليل لكل حاجاته، فبينما نسعى في دروب الحياة المادية نتغاضى عن السبب والكيفية فينسى الناس الغاية  التي خلقوا لها ولماذا خلقت لهم الحياة فهم يسيرون بين متطلبات العمل وحاجات أُسرهم، فيمضون  العمر هكذا تتطاير بهم الأيام وهم غافلون عن أرواحهم وما تحتاج إليه من رعاية وسؤال عما يصفي تلك الأرواح ويعطيها بهجتها، لذا وجد التأمل ليساعد الأنسان على إيجاد مفاتيح روحه ومن ثم تأتي سلامة الجسد الذي سيعمر الأرض ويبني فيها اسمه فكما يُقال “التأمل والتركيز هما الطريق إلى حياة الصفاء”،فيجد الإنسان من خلاله طرق الحكمة الربانية التي وجد بسببها الإنسان. [3]

فوائد التأمل على الروح والجسد

لا تقتصر فوائد التأمل على الروح وإنما يتعد أثره إلى مكونات الجسد جميعها فمن صح فكره صح جسده ونذكر هذه الفوائد على سبيل الذكر لا الحصر وفقًا لما يلي:[4]

  • يمارس في علاج الأمراض النفسية، فهو مضاد فعّال للاكتئاب.
  • يعمل عل على إعادة ترتيب مهام الدماغ، كزيادة التركيز والانتباه.
  •  التتخفيف من التوتر والقلق.
  • يساعد على التخلص من العادات السلبية، كالتدخين وإدمان الكحول.
  • يعمل على تحسين النوم.
  • يحمي الدماغ من الخرف والزهايمر مع مرور العمر.

كيف نمارس التأمل؟

هناك الكثير ممن يقومون بجلسات التأمل ولا يحصلون على آثاره، فمن الضروري معرفة كيف يمارس التأمل حتى نحصل على ثماره ولا نضيّع أوقاتنا هباءًا، فالمعرفة بأسس الشيء هي التي توصلنا إلى جني الغايات التي وجد من أجلها، فعندما نتأمل لابد لنا من مراعاة ما يلي:[5]

  • عدم فتح ملفات الماضي حتى يكون التأمل خاليًا مما يكدر الصفو.
  • نتأمل بمكان يخلو من الضجيج .
  • إرتداء ملابس مريحة.
  • القيام ببعض التمارين التي تساعد على الدخول بجو التأمل بكل أريحية.

خطوات بسيطة للقيام بتأمل صحيح

هناك بعض من الخطوات الذي بالقيام بها ننعم بتأمل ذا نتائج حسنة وهي على الترتيب، فمنها ما يكون قبل البدء بالتأمل والآخر في أثنانه وهي على النحو الآتي :[6]

خطوات قبل البدء بالتأمل

  1. إختيار مكان هادىء يبعد عن الضجيج وحركة الناس.
  2. خلع كل ما يعيق التأمل من ملابس غير مريحية وإكسورات.
  3. تحديد مدة معينة من الزمن، وتلتزم بتلك المدة من غير سئم فبعد مرور الوقت يصبح الأمر إعتيادياً ولا تشعر بمرور الوقت .
  4. قم ببعض الحركات والتمارين التي تقوم بدورها في مساعدة الجسد على الدخول بالتأمل بإسترخاء .
  5. أجلس بهيئة صحيحة مع إستقامة العمود الفقري.
  6. إذا استطعت إغلاق عينيك فافعل ذلك، تجنباً للمؤاثرات الخارجية التي تزيل التركيز والإندماج .

 عند القيام بالتأمل نذكر بعضاً من الممارسات

  • راقب حركة التنفس “الشهيق والزفير”
  • ضع صورة ذهينية في مخيلتك من أجل ضمان التحكم بحركة التنفس.
  • تكرار كلمة محددة تُلهم صاحبها التركيز.
  • مارس التأمل دوماً ليصبح عادة يومية تقوم عليها كافة أنشطتك.

أضرار ومحاذير التأمل

بالرغم من فوائد التأمل الكثير إلا أن له بعضاً من الأضرار التي تُعدم إيجابياته، وقد تتراوح نسبة التأثير حسب شخصية الفرد و كيفية ممارسته للتأمل، ونذكر المحاذير التي بينها الخبراء كالتالي :

  • الشعور بالوحدة، لأن المتأمل في أثناء جلساته ينفصل عن عالمه المادي وعندما يعود له يشعر بالوحدة والضيق.
  • قضاء أوقات طويلة بالتأمل يعني إستعادة الكثير من الذكريات الحزينة ونفض الغبار عنها، مما يعمل على الشعور بالحزن والتوتر.
  • إضطرابات بالنوم، فزيادة التركيز تفقد الرغبة بالنوم.
  • الآلام الجسدية لدى البعض، كالصداع.[7]
  • من أحد أهم أضرار التأمل، أنه قد يكون به تشبه بالطقوس الوثنية، ولذا يجب الحذر عند تطبيق ممارسته بطريقة تخلو من التوجه للشمس والنطق بعبارات خاصة تشير الى معتقدات الشرك.[8]

 اقرأ أيضًا: فن الحوار الناجح مميزاته وآدابه

هل كان المقال مفيدًا؟

المصادر والمراجع[+]

حاصلة على بكالوريس الشريعة تخصص أصول الدين من الجامعة الأردنية، عملت في مجال التعليم ، أحب اللغة العربية بكل ما تحتويها من أركان فشغفي بحروفها شجعني على دراسة الشريعة لاكتشاف أسرار أعظم ما حملته من حروف القرآن وبلاغة التشريع ،وأنا الآن برحلة الوصول إلى حلمي بأن أصبح باحثة متخصصة بعلم التراث.

السابق
طفلي يضرب الأطفال الآخرين، ما الحل؟
التالي
العلامات الحيوية الأساسية ودلالة المؤشرات غير الطبيعية