علوم وتقنية

التلقيح الصناعي للأبقار بهدف تحسين الإنتاج

التلقيح الصناعي للأبقار بهدف تحسين الإنتاج

تحدثنا في مقال سابق عن الهندسة الوراثية في الإنتاج الحيواني، وأشرنا إلى ما يسمّى بـ(نثر أو نشر الصفات بين الأجيال)، وذكرنا أنه من الممكن استعمال التلقيح الصناعي، وهي تقنية تقوم على أساس استخلاص السائل المنوي من الفحول، ووضعها في مكان معين داخل القناة التناسلية الأنثوية، باستعمال معدات خصوصية، دون الحاجة لحدوث عملية جنسية بين الذكور والإناث، حيث أن التلقيح الصناعي للأبقار بهدف تحسين الإنتاج هي الغاية من هذه التقنية.

ويقوم على هذه العملية الحساسة، خبراءَ بياطرة ومهندسين زراعيين محترفين، إذ تحتاج إلى معرفة واسعة وتجارب سابقة لضمان نجاح التلقيح الصناعي بنسبة كبيرة، فما هي إجراءات عملية التلقيح الصناعي للحيوانات؟ وما الفرق بين التلقيح الصناعي للحيوانات و التلقيح الطبيعي؟[1]

خطوات التلقيح الصناعي للأبقار

قبل معرفة خطوات التلقيح الاصطناعي للأبقار، يجب معرفة الفترة المناسبة لتلقيح الأبقار، إذ تُعرف هذه الفترة بـ(الشياع): المدة التي تقبل الإناث فيها الذكور، وتكون مرةً كلّ 21 يومًا تقريبًا، ويجب تلقيح البقرة فيها خلال 18 ساعة، وإلا علينا الانتظار 21 يومًا أخرى.[2]

 اقرأ أيضًا : الخلطات العلفية وتغذية الحيوانات المجترة

خطوات تلقيح الأبقار اصطناعيًا بالترتيب

1- صُفَّ الأبقار بالطريقة المناسبة: حيث تُصف الأبقار بحظيرة مألوفة لديهم، ذات مساحة واسعة، وعلى مجموعات، ويتم توفير العلف والمياه لها، لكي يُخفف الإجهاد عنها قدر المستطاع.

2- إذابة قشّات الحيوانات المنوية: تُجمع الحيوانات المنوية من الذكور، وتُحفظ داخل قشّات بدرجات حرارة منخفضة للحفاظ على فعالية الحيوانات المنوية، وتتم إذابة هذه القشّات وفق التعليمات المرفقة معها، وتتبع التعليمات بحذافيرها من دون إهمال.

3- تجهيز البقرة: يتم تعقيم فتحة الشرج، وارتداء قفازات تغطي أكمل الذراع، ثم إدخال الذراع من نهاية القناة الهضمية وتحسس القناة التناسلية والبحث عن عنق الرحم.

4- الإمساك بعنق الرحم: بعد العثور على عنق الرحم، تتضح باقي الأجزاء بالنسبة للخبير المُلقِّح، ويعرف عندها وفق خبرته وعلمه موقع العضلة الفاصلة بين الرحم والمهبل (cervix).

5- إدخال بندقية التلقيح: وهي عبارة عن آلة مكونة من أنبوب في نهايته يوجد السائل المنوي المذاب.

6- الوصول إلى عضلة الـ(cervix): عندما يشعر الخبير بشيء من المقاومة خلال إدخاله تلك البندقية، يعرف حينها أنه وصل إلى بداية تلك العضلة، وتحديد بدايتها هو أمر مهم في هذه العملية؛ لأن وضع الحيوانات المنوية يجب أن يكون في المكان المناسب لضمان نجاح التلقيح بنسبة كبيرة.

7- الوصول للرحم: بعد تجاوز عضلة الـ(cervix)، يكون الخبير قد تجاوز تلك المقاومات العضلية ووصل إلى الرحم، وعندها يطلق السائل المنوي في هذه المرحلة.

8– تعقيم الأدوات والعناية بها: بعد الانتهاء من هذه العملية وقبل الخوض فيها، يجب أن تكون الأدوات المستعملة معقمة باهتمام، لأن وجود أدوات غير معقمة تساعد المسببات المرضية على الاختراق والوصول لتلك المناطق الحساسة، وعند إصابة الجهاز التناسلي للحيوان يعني ذلك تلف الحيوان والاستغناء عنه.

 اقرأ أيضًا: ما هي الحيوانات المجترة، وما هي خصائصها

الفرق بين التلقيح الصناعي والتلقيح الطبيعي للأبقار

التلقيح الطبيعي للأبقار بكل بساطة، هو وضع الثور مع البقرة في الحظيرة، وقيامهما بالتزاوج جنسيًا من غير تدخّل البشر، أما التلقيح الصناعي للأبقار كما أسلفنا، هو عبارة عن تخصيب بين الخلايا التناسلية الذكرية، مع الخلايا التناسلية الأنثوية، من دون حدوث أيّة عملية جنسية بين الذكر والأنثى.

فوائد التلقيح الطبيعي للأبقار:

  • لا تحتاج إلى جهد أو معرفة كبيرة.
  • تكلفتها قليلة، فكل ما في الأمر أنك تحتاج ثورًا سليمًا خاليًا من العيوب.
  • تحتاج إلى عدد قليل من العمالة، وجهد إداريٍّ بسيط.
  • ضمان نجاح التلقيح بنسبة عالية، وبالتالي ارتفاع ملحوظ في نسبة المواليد.

ولكن عملية التلقيح الطبيعية لا تتم في المزارع الضخمة، نظرًا لكونها تحتاج وقتًا طويلًا لإنهائها، وعددًا كبيرًا من الثيران والتي قد تتنازع وتسبب مشكلات في قطيع الأبقار، ولأنها تساعد على انتشار الأمراض الجنسية بين أفراد القطيع.

فوائد التلقيح الصناعي للأبقار:

  • منع انتشار الأمراض الجنسية بين أفراد القطيع.
  • تساعد في عملية التحسين الوراثي لأفراد القطيع.
  • ضمان تلقيح جميع بقرات القطيع.
  • تتطلب وقتًا أقلّ، حال تواجد عدد كافٍّ من العمال وخبراء التلقيح.
  • فيها نوع من السيطرة على ما يسمى بفترة (الشبق)، مما يساعد في إدارة القطيع.

ولكنها عملية تتطلب تكلفة مادية عالية، وقد تُسبب ضررًا على القطيع حال تطبيقها مِن قِبل أشخاصٍ عديمي الكفاءة، وتحتاج معدات خاصة وعددًا كبيرًا من العمال، وجهدًا ومعرفة كبيرة. [3]

 اقرأ أيضًا: الهندسة الوراثية وتطبيقاتها في مجال الإنتاج الحيواني

هل كان المقال مفيدًا؟

المصادر والمراجع[+]

مهندس زراعي ومتخصص في مجال الإنتاج الحيواني، حاصل على درجة البكالوريس من الجامعة الأردنية، ومهتم بكل ما يتعلق بالزراعة والإنتاج الحيواني، كما أنني مُحب للعربيةِ بنحوها وبلاغتها، شغوف بالقراءة والمعرفة وأسعى لنشر ما أتعلمه لتعُم الفائدة.

السابق
الخلطات العلفية وتغذية الحيوانات المجترة
التالي
5 خطوات لمنزل خالٍ من الفوضى والكراكيب