يحدث الحمل الطبيعي عند اندماج الحيوان المنوي مع البويضة لتكوين ما يعرف باسم (الزيجوت) وهي العملية التي تحدث بقناة فالوب (القناة التي تصل بين المبيض والرحم)، لتقوم قناة فالوب بعد ذلك بدفع الزيجوت إلى تجويف الرحم حيث ينغرس في جدار الرحم الداخلي ويبدأ في الانقسام المتوالي مكونًا الجنين، الذي يستمر في النمو والتطور على مدار تسعة أشهر حتى موعد الولادة.
ما هو الحمل خارج الرحم
يقصد بالحمل خارج الرحم استقرار الزيجوت في أي مكان آخر بخلاف تجويف الرحم، كعنق الرحم أو تجويف البطن على سبيل المثال ولعل أكثر الأماكن شيوعًا لحالات الحمل خارج الرحم هي قناة فالوب، حيث ينغرس الزيجوت في الجدار الداخلى المبطن لقناة فالوب، ليبدأ في الانقسام والنمو الذي يتسبب في ظهور العديد من الأعراض المرضية التي سوف نتعرض لها لاحقًا بالمقال على نحو مفصل.
متى تبدأ أعراض الحمل خارج الرحم بالظهور؟
غالبًا ما يظهر الحمل خارج الرحم خلال الأسابيع الأولى من الحمل حيث أن المرأة قد لا تعرف أنها حامل ولا تلاحظ أي مشاكل.
تظهر أعراض الحمل خارج الرحم في العادة في الأسبوع السادس من الحمل، أي بعد أسبوعين من تأخر موعد الدورة الشهرية إن كانت الدورة الشهرية منتظمة، قد تظهر أعراض الحمل خارج الرحم في أي وقت بين الأسبوع الرابع والأسبوع العاشر من الحمل أي انه قد يستمر الحمل خارج الرحم شهرين ونصف دون أن تشعر المرأة أنها حامل.
اقرأ أيضًا: كيف أعرف اني حامل، أسرع طريقة لمعرفة الحمل قبل الدورة |
هل يستمر الحمل خارج الرحم؟
كثيرًا ما يراود السيدات سؤال عنوانه الحمل خارج الرحم هل يستمر؟ لنوضح من خلال الإجابة أن الحمل خارج الرحم أو ما يعرف بالحمل المنتبذ هي حالة طبية طارئة خطيرة يجب إجهاضه دون تأخير فور إكتشافه وتشخيصه، في هذا النوع من الحمل تنغرس البويضة المخصبة خارج الرحم وغالبًا في إحدى قناتي فالوب مع مرور الأيام وتقدم الحمل ينمو الجنين مما يسبب ازدياد في الضغط على جدران قناتي فالوب الداخلية، فإن لم يتم التعامل مع هذا الحمل بشكل سريع ويتم إجهاضه قد يتسبب بانفجار قناة فالوب وإصابة الأم بالنزيف الداخلي مما يعرض حياة الأم للخطر.
أسباب الحمل خارج الرحم وعوامل الخطر
ينشأ الحمل خارج الرحم نتيجة اختلال آليات الإخصاب وانغراس الزيجوت التي ذكرناها بالأعلى، كذلك هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث الحمل خارج الرحم، وتشمل أسباب الحمل خارج الرحم ما يلي:
الأعراض المبكرة للحمل خارج الرحم
- تجاوز عمر الأم 35 عام.
- التهاب قناة فالوب.
- التهابات الحوض المزمنة.
- تشير بعض الدراسات إلى أن استخدام اللولب كوسيلة لمنع الحمل يرتبط بزيادة احتمالية حدوث الحمل خارج الرحم.
- وجود التصاقات بقناة فالوب ناجمة عن التعرض المسبق للحمل خارج الرحم كذلك يمكن أن تنشأ التصاقات قناة فالوب باعتبارها أحد المضاعفات الجانبية الناجمة عن الاستئصال الجراحي للزائدة الدودية.
- أحيانا قد يتسبب الاستخدام المفرط أو غير الصحيح للعقاقير الهرمونية المحفزة لعملية الإباضة في زيادة احتماليات حدوث الحمل خارج الرحم.
الأعراض الطارئة للحمل خارج الرحم
في بعض الحالات قد يحصل تمزق خطير في قناة فالوب (وهي الجزء الذي غالبًا ما يحتضن الحمل المنتبذ فينغرس الجنين في منطقة ما من جداره الداخلي)، وتعتبر هذه الحالة طارئًا طبيًا يجب التعامل معه بشكل فوري.
فيما يلي أهم الأعراض الطارئة التي قد تدل على حدوث تمزق في قناة فالوب:
- ألم في منطقة الشرج أو رغبة شديدة في إخراج الفضلات رغم عدم وجود فضلات فعلية.
- نزيف داخلي قد تدل عليه أمور مثل: انخفاض ضغط الدم، والغثيان، والضعف العام.
- ألم حاد ومفاجئ قد يصاحبه دوار أو حتى فقدان للوعي.
- شحوب البشرة.
- ألم في الكتف ينشأ عادة نتيجة تجمع الدم بعد انفجار قناة فالوب قرب المريء، وهي منطقة تمر خلالها أعصاب تصل إلى الكتف.
اقرأ أيضًا: أعراض الحمل في الأسبوع الأول |
أعراض الحمل خارج الرحم
تتألف الصورة الإكلينيكية المعتادة للحمل خارج الرحم من شعور المريضة في البداية بأعراض الحمل الطبيعية (انقطاع دورة الطمث الشهرية، الغثيان والقيء الذي يكون أكثر حدة في أوقات الصباح، التعب والإرهاق، الرغبة المستمرة في النوم… إلخ) وتبدأ الأعراض الفعلية الخاصة بالحمل خارج الرحم عند زيادة حجم الجنين بما يشكل ضغطًا على الأنسجة المحيطة، لتعاني المريضة من الأعراض المرضية التالية:
- ألم متفاوت الشدة بالبطن والحوض.
- نزيف دموي متوسط.
- خفقان القلب، والشعور بالدوخة والدوار.
- في الحالات المتقدمة، قد يتسبب الحمل خارج الرحم في تمزق قناة فالوب، والذي يكون مصحوبًا بالنزيف الداخلي وهو ما قد يهدد حياة المريضة ما لم يتم اتخاذ التدابير العلاجية المطلوبة سريعًا.
مضاعفات الحمل خارج الرحم
قد يتسبب الحمل خارج الرحم في حدوث العديد من المضاعفات المرضية، ولاسيما في حالة تمزق قناة فالوب، وتشمل ما يلي:
- التهاب الحوض المزمن.
- التهاب الغشاء البريتوني.
- انسداد قناة فالوب الأمر الذي قد يتسبب في تقلص فرص الحمل والإنجاب.
- تكرار الإصابة بالحمل خارج الرحم مرة أخرى.
تشخيص الحمل خارج الرحم
لا يمكن الاعتماد على الأعراض السريرية لتأكيد تشخيص الحمل خارج الرحم، لذا يتم إجراء ما يلي:
- فحص البطن والحوض بالموجات فوق الصوتية: حيث تشير نتيجة الفحص في مثل هذه الحالات إلى أن الرحم خالي تمامًا من محتويات الحمل (كيس الحمل والجنين) كذلك يمكن من خلال فحص الموجات فوق الصوتية رصد وتحديد مكان كيس الحمل.
- اختبار الحمل الرقمي: يتم إجراء اختبار الحمل الرقمي مرتين بفاصل زمني 48 ساعة وفي حالة عدم تضاعف قيمة نتيجة اختبار الحمل بما يتجاوز 40% فإن ذلك يعتبر دلالة تشخيصية على الحمل خارج الرحم (خصوصًا إذا حملت نتيجة فحص الموجات فوق الصوتية نفس الدلالة التشخيصية).
اقرأ أيضًا: أعراض الحمل في الأسبوع الثاني |
الوقاية من الحمل خارج الرحم
يمكن تقليل خطر حدوث الحمل خارج الرحم لكن من المستحيل منعه، وذلك من خلال:
- الوقاية من مرض الحوض الالتهابي، حيث يعتقد أنه السبب الرئيسي لحالات الحمل خارج الرحم، ويحدث هذا المرض بسبب عدوى منقولة جنسياً،
- تبدأ في المهبل وتنتشر إلى الأعضاء التناسلية الموجودة في مستوى أعلى.
- الحذر من عدوى الأمراض المنقولة جنسياً باستخدام وسائل الوقاية مثل استخدام الواقي الذكري.
- القيام بفحوصات دورية منتظمة.
- الإقلاع عن التدخين.
المضاعفات الجسدية للحمل خارج الرحم
من المضاعفات الجسدية الناتجة عن الحمل خارج الرحم ما يلي:
- الوهن والتعب.
- فقدان الشهية.
- فقدان التركيز.
- مشاكل وصعوبة في النوم.
كيف يتم التعامل مع الحمل خارج الرحم؟
تتألف التدابير العلاجية للحمل خارج الرحم من الخيارات التالية:
- العلاج الدوائي: يتم اللجوء إلى الخيار الدوائي عادةً في الحالات الطفيفة (قناة فالوب ما تزال سليمة)، حيث يتم استخدام عقار ميثوتريكسات لحث كيس الحمل على التليف ثم التلاشي.
- العلاج الجراحي: في حالة إخفاق العلاج الدوائي أو في حالة تمزق قناة فالوب، يتم إصلاح قناة فالوب جراحيًا، وفي حالة تعذر إصلاحها يتم استئصالها.
اقرأ أيضًا: 4 طرق فعالة وآمنة لمنع الحمل بشكل طبيعي |