اللهاية للأطفال الرضع بين الإيجابيات والسلبيات

اللهاية، أداة الأم السحرية لتهدئة رضيعها ولعبته المفضلة، تتعدد الأراء حولها ما بين مؤيد ومعارض، لكن هل هذه الأراء صحيحة؟ هل لهاية الاطفال لها إيجابيات أم أن سلبياتها تتغلب عليها؟ هذه الأمور وأكثر سنجيبكم عليها في هذا المقال.

إيجابيات اللهاية للأطفال الرضع

هناك عدة إيجابيات للهاية تم الاتفاق عليها بالإجماع وأهمها ما يلي:^{[1] [2] [3] [4]}

• أداة للتهدئة لطفل منزعج، أو يبكي( بشرط أن لا يكون بكاؤه بسبب الجوع أو الحاجة للنوم) ، وذلك لإنّ المص يهدئ من روع الطفل.
• اللهاية تساعد على النوم، فإذا كان طفلك من النوعية التي تحتاج للمص لتغرق في النوم، فإن اللهاية تؤدي هذه الوظيفة، كما أنها تعطي الوالدين فرصة للراحة.
• في وضع السفر تسهل على الطفل صعوبة الطيران، لأن فعل المص بإستخدام اللهاية يساعد على تخفيف ألم الأذن الذي يتسبب به اختلاف ضغط الهواء.
• تعد وسيلة إلهاء مناسبة، فمثلًا، عند زيارة الطبيب وخصوصًا لو تضمنت الزيارة إجراء كسحب الدم أو الوخز فهي تعتبر إلهاء مناسب في هذا الوضع أو أوضاع مشابهة.
• تعد سبب للحد من موت الرضع المفاجئ، حين إستخدامها وقت القيلولة أو النوم ليلًا.

لماذا تقلل اللهاية من خطر الموت المفاجئ؟ ترجح إحدى النظريات، أن المص يسمح بفتح مساحة للهواء حول فتحة الفم والأنف، الأمر الذي يؤكد حصول الرضيع على أكسجين كافي.

• اللهاية أداة تقع تحت سيطرة الوالدين، بمعنى أنّ الوالدين هما من يقرر متى يحصل عليها الرضيع، وفي أي أوقات، ومتى يجب التخلص منها.

سلبيات اللهاية للأطفال الرضع

على الرغم من الفوائد العديدة للهاية إلا أن لها أضرارًا ومشاكل نلخصها بما يلي:^[5][6][7][8]

•  التباس الحلمة: استخدام اللهاية أو زجاجة الحليب قبل تأسيس روتين سليم للرضاعة الطبيعية وقبل بلوغ الطفل ٤-٦ أسابيع يؤدي إلى حدوث تشويش لدى الرضيع فيزيد مص اللهاية من الوقت بين الوجبات، أو يواجه الرضيع صعوبة في إلتقام الثدي.
• قد تصبح عادة سيئة للأم والرضيع، فالرضيع من الممكن أن يتعلق بها ويجعل من الصعوبة التخلص منها خصوصاً إذا أصبح طفل غير مرن، وللأم التي تستخدمها كأول وسيلة لإسكات الطفل، مما يؤدي إلى تفويت السبب الأساسي وعدم قدرة الرضيع على تهدئة نفسه إلا إذا وضع شيء في فمه.
• مشاكل الأذن، معدل الإصابة بإلتهاب الأذن الوسطى يزداد ما بين عمر (٦ أشهر – سنة)، وإذا تعرض طفلك له، فعليك استشارة طبيبك في هذه الحالة وسؤاله عن إبقاء اللهاية أو الإستغناء عنها.
• مشاكل الأسنان، وهذه المشكلة لا تطفو إلى السطح إلا إذا تجاوز الوالدين التوصيات والإطار الزمني لإستخدام اللهاية، حيث أن استمرار استخدامها خارج الإطار الزمني المناسب قد يؤدي إلى إنحراف في الأسنان.

• مشاكل في النوم لأوقات طويلة، حيث أنها إذا سقطت من فم الطفل قد يسبب هذا في إستيقاظه ودخوله في نوبة بكاء بسبب عدم قدرته على إعادتها لفمه.

نصائح للاستخدام الآمن للهاية للرضع

إنّ اللهاية كغيرها من الأدوات التي نستخدمها للرضيع، تحتاج إلى قدر من الاهتمام  والانتباه عند استخدامها، وذلك لأنها قد تصبح أداة غير آمنة أو صالحة  للاستخدام  بشكل آمن على الرضيع، وهنا نذكر لكم أهم النقاط الواجب مراعتها عند استخدام اللهاية للرضع:  ^{[9] [10]}

• قدم اللهاية لطفلك عند الخلود للنوم، وما أن يسقطها من فمه عندما يستغرق في النوم لا تعدها له.
• الخيوط، الحبال، والأشكال الديكورية التي توضع حول اللهاية تسبب الإختناق لرضيعك في حال إنفلاتها عن اللهاية، أو إلتفاف الحبل حول رقبة الرضيع، إذا أردتِ إستخدام علاّقة اللهاية يفضل أن تكون أقل من ٦ إنش طولاً(١٥.٢٤سم) ويفضل إستخدامها ورضيعك مستيقظ وأنتِ بجانبه.
• نظّفِ اللهاية بشكل متكرر، أو على الأقل مرة يوميًا بالصابون والماء الساخن، واستبدليها بإنتظام.
• إياكِ ووضع اللهاية في أي مادة مُحلية مثل السكر أو العسل، لإنها تضر بلثة الطفل ، وأسنانه النامية، كما أنها ممنوعة قبل بلوغ الطفل السنة من عمره.
• قبل وضع اللهاية لطفلك تأكدي أنه غير جائع، إذ أنه من غير السليم تأخير وجبة رضاعة أو استبدالها باللهاية.
• حلمة زجاجة الرضاعة، لا تعوض عن اللهاية، إذ أنها قد تنفلت عن حلقتها وتسبب الإختناق للرضيع.
• وضع اللهاية في فم الأم أو الأب ليست وسيلة لتنظيفها، إذ أن اللعاب يحتوي بكتيريا، قد تسبب ظهور تجاويف في الأسنان بمجرد خروجها من اللثة، وذلك اعتمادًا على ما قالته الأكاديمية الأمريكية لطب الأسنان.
• يفضل اختيار لهاية ذات ثقوب في قاعدتها وبعرض بوصة على الأقل(٢.٥٤سم).
• دورياً، قومِ بفحص اللهاية للتأكد من خلوها من أي ثقوب أو شقوق، وإن وجدت قم بإستبدالها فورًا
• إذا كان طفلك يمضغ اللهاية بدلًا من مصها، تخلصِ منها فورًا وذلك لإن المضغ يسبب بتكسر أجزاء صغيرة وقد تدخل داخل فم الرضيع وتسبب الإختناق.

 الوقت والطريقة الأفضل لفطام الرضع من  اللهاية

تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالفطام عن اللهاية عند بلوغ الطفل السنة من عمره، وذلك لإنها كما ذكرنا تساهم في الحد من متلازمة الموت المفاجئ، لكن لا ضرر من بقاء الطفل عليها للسنتين من عمره بشرط التخلص منها بمجرد بلوغه السنتين، وذلك لإن سلبياتها ستغلب إيجابياتها في هذه المرحلة، الإستثناء الوحيد هو تعرض رضيعك لإلتهاب الأذن، وذلك لإن اللهاية قد تؤدي إلى تجمع السوائل في الأذن الوسطى الأمر الذي يؤدي لحدوث الالتهاب.

تستطيع فطام الطفل عنها بالتدريج وذلك من خلال تقليل ساعات استخدامها نهارًا، وابتكار نظام جديد للنوم ليلًا.^{[11] [12]}

نصائح للوالدين حول لهاية الأطفال

قبل أن نختم مقالنا، نلخص لكم بعض النقاط التي يجب أن يعرفها الوالدين عن اللهاية للرضع:^{[13] [14][15]}

• استخدام اللهاية  التي تدعم ظهور الأسنان(orthodantic) لإنها تدعم تطور الفم.
• الفطام عنها أسهل، ليس على الوالدين سوى التخلص منها قد يمران ببعض الصعوبات ولكن هذا يعود لطبيعة الطفل.
• لا تجبر طفلك عليها إذا كان لا يريدها.
• لا تستخدمها خارج الإطار الزمني المتفق عليه ، أي بعد السنتين إذ أن مساوئها ستظهر وتزيد.
• لا تستخدمها كخطة أولى للدفاع، بل حاول تغيير وضعية طفلك، تأكد أنه غير جائع، ضعه في كرسي هزاز هذه الطرق قد تساهم في تهدئة طفل يبكي، وحاول تقديمها فقط بعد الوجبات.
• تبدأ مشاكل الأسنان بالظهور خصوصًا لو رافقها حدوث إلتهاب في الأذن، وهذا في حال استخدامها لما بعد سنتين، ومن هذه المشاكل :تغير في سقف الفم، العضة الأمامية المفتوحة، الفجوة بين الأسنان الأمامية العلوية والسفلية،  أسنان ملتوية ومزدحمة وبارزة( إنقباض الفك).
• حاول استخدام اللهايات المصنوعة من السيلكون لإنها تدوم أكثر، ولا تسبب التحسس للأطفال.

في النهاية، لا يوجد إتفاق بالإجماع على اللهاية، عليكما كأب وأم اختيار الذي يناسب طفلكما ويحتوي على أعلى مستوى من الأمان، ويوفر لكما الراحة لبعض الوقت.