الصداع
يشكل الصداع بوجه عام أحد أكثر المشكلات الصحية شيوعًا، ويرى الأطباء أن الصداع أو ألم الرأس بحد ذاته ليس مرضًا أو علة، وإنما هو أحد الأعراض المرضية التي قد تكون بمثابة العلامة التحذيرية للعديد من الأمراض والمشكلات الصحية التي تتفاوت في شدتها ومدى تأثيرها على الصحة العامة للجسم. ومن اللافت في هذا الأمر، أن معظم الناس ينظرون إلى الصداع باعتباره أمرًا عارضًا يمكن علاجه ببعض مسكنات الألم فحسب، دون محاولة منهم للبحث عن العامل المسبب للصداع. بشكل عام، ومن خلال هذا المقال، سوف نسلط الضوء على أنواع الصداع الشائعة:
أهم أنواع الصداع تبعا لأنماطه وعوامله المسببة
الصداع التوتري
هو أكثر أنماط الصداع شيوعًا، ولاسيما أن التعرض المفرط والمستمر للضغوط النفسية أو البدنية هو العامل الرئيسي المسبب له. يتسم الصداع التوتري بأنه يتركز في مناطق أعلى الرأس والرقبة، كما يصاحبه بالشعور بالغثيان. لا ضرر من تناول بعض المسكنات لإخماد الصداع التوتري، لكنه يظل حل مؤقت، فللقضاء على هذا النوع من الصداع بشكل دائم، ينصح بالابتعاد عن العامل الرئيسي المسبب له (الضغوط النفسية والبدنية) مع الحرص على الراحة والتغذية الصحية السليمة والإكثار من شرب الماء والسوائل.
الصداع العنقودي
يتشابه الصداع العنقودي مع الصداع التوتري في مواضع الإصابة بالرأس والرقبة، إلا أنه يكون أكثر حدة، كما يصاحبه ألم واحتقان بالعين وربما الأنف. لا يزال العامل الفعلي المسبب للصداع العنقودي غير واضح، لكن بعض الدراسات ذهبت إلى أن مشكلات الأرق واضطرابات النوم قد تلعب دورًا محوريًا في هذا الشأن، ولا سيما أن تجنب السهر والحرص على الراحة والحصول على عدد ساعات كافي من النوم يسهم بشكل فعال في القضاء على الصداع العنقودي.
الصداع النصفي
يتسم الصداع النصفي بكونه أحد أنماط صداع الرأس الفريدة من نوعها، حيث يصيب أحد جانبي الرأس فحسب (الجانب الأيمن أو الجانب الأيسر). كذلك فإن نوبات الصداع النصفي عادة ما تكون مصحوبة بالعديد من الأعراض الأخرى المتفرقة، مثل: الغثيان والقيء، الخدر والتنميل في النصف المصاب من الرأس، اختلال الرؤية، حساسية الضوء، عدم القدرة على تحمل الأصوات العالية، لا تجدي المسكنات الاعتيادية نفعًا في معظم حالات الصداع النصفي، إذ يلزم تناول أدوية معينة معدة خصيصًا لهذا النمط من الصداع، والتي تستهدف زيادة التدفق الدموي إلى أنسجة وخلايا الدماغ.
الصداع الهرموني
يعد الصداع الهرموني أحد أنماط الصداع الشائعة بين الإناث، وعلى الرغم من ذلك يتم تشخيصه في معظم الحالات باعتباره صداع توتري يعزى سببه إلى التعرض للضغوط النفسية والعصبية، وينشأ الصداع الهرموني نتيجة تغير مستوى الهرمونات الأنثوية بالجسم، وخاصةً هرموني الإستروجين والبروجسترون، هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بالصداع الهرموني، مثل: أدوية منع الحمل الهرمونية، الوصول إلى مرحلة سن اليأس، كذلك فإن الحمل ودورة الطمث الشهرية من الظواهر الفسيولوجية التي قد تكون مسؤولة عن الإصابة بالصداع الهرموني، بشكل عام وللحد قدر المستطاع من حدة الألم الناتجة عن الصداع الهرموني، ينصح بالراحة والإكثار من شرب الماء، مع الحد من تناول الملح كذلك يمكن تناول بعض الأدوية المسكنة بعد استشارة الطبيب.
صداع العين
على الرغم من أن هذا النوع من الصداع شائع جدًا بين الناس، إلا أن قلة منهم من يولونه اهتمامًا، يظهر صداع العين في منطقتي الجبهة وخلف كرة العين، حيث ينشأ نتيجة إرهاق العين عند التركيز لفترات زمنية طويلة في أعمال دقيقة كالقراءة أو الحياكة، ولاسيما إذا كانت الإضاءة ضعيفة، لا مانع من استخدام المسكنات لتهدئة حدة الألم، لكن للتخلص تمامًا من صداع العين، ينصح بإراحة العين تمامًا لمدة زمنية لا تقل عن 5 – 7 أيام.
صداع الجيوب الأنفية
يظهر الصداع المصاحب لحالات التهاب الجيوب الأنفية في منطقة الجبهة في البداية، إلا أنه يمتد لاحقًا إلى منطقة الجيوب الأنفية (أسفل العين وحول الأنف)، لعلاج هذا النوع من الآم الرأس، لابد أولًا من علاج التهاب الجيوب الأنفية أو الحد من أعراضها المرضية الظاهرية على أقل تقدير كذلك فلا مانع من تناول بعض مسكنات الألم.
صداع الأنيميا
يتسم صداع الأنيميا بكونه شائع الحدوث، حيث يعاني المريض من الصداع المتمركز بمقدمة الرأس، والذي يمتد لاحقًا إلى الجبهة وخلف العين، كما يصاحبه عادةً الشعور بالدوار وخفقان القلب وللتغلب على هذا النوع من الصداع، لابد أولًا من علاج الأنيميا، وذلك باستخدام مكملات الحديد الدوائية والاهتمام بالتغذية الصحية السليمة.
صداع الإمساك
تشير الدراسات الطبية إلى أن الإمساك المزمن قد يكون سببًا في الإصابة بالصداع في منطقة أعلى الرأس والذي قد يمتد إلى الجزء الخلفي من الرأس، وهي معلومة قد لا يعلمها الكثير من عامة الناس ويعتمد علاج هذا النمط من الصداع على علاج العامل المسبب (الإمساك المزمن)، وذلك من خلال تناول الملينات والإكثار من شرب الماء والسوائل.
إقرأ أيضًا
ارتفاع ضغط الدم، أسبابه، أعراضه، تشخيصه وعلاجه
أسباب الصداع النصفي وكيفية التعامل معه؟