لحيته سوداء ويرتدي الحذاء العسكري دائماً،يدخّن السيجار الكوبي ويتحدث الإنجليزية بلكنة أجنبية ثقيلة،فمن هو جيفارا؟
طفولته
اسمه أرنستو جيفارا والمشهور بـ تشي جيفارا -تشي هو لقب كناية عن أي مواطن أرجنتيني-، ولد عام 1928 وتحديدًا في مدينة روزاريو في الأرجنتين، لأسرة متدينة من الطبقة المتوسطة. أراد دائمًا أن يدرس علم الأثار إلا أنه التحق بكلية الطب ودرس في جامعة بوينس آيرس وتخرج منها طبيبًا وذلك بناءً على رغبة جدته؛ التي حلمت بأن ترى حفيدها طبيبًا لكنها ماتت قبل ذلك.
رحلاته في أمريكا الجنوبية.
بعد أن تخرّج أراد جيفارا أن يجوب العالم على دراجته لمدة عشرة أعوام وبعدها يعود للأرجنتين ليمارس الطب، ومع ذلك أنهى دراسته في كلية الطب عام 1953 ووصف نفسه في مذكراته أنه أصبح طبيبًا يجوب الشوارع. كانت حينها الأرجنتين تقبع تحت حكم الرئيس خوان بيرون حيث امتلأت الشوارع في تلك الفترة بالكثير من المظاهرات العنيفة احتجاجًا على الفساد السياسي وتدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لعامة الشعب وكانت نقاط الانطلاق فيها من الجامعات.
عُرض على جيفارا حين ذاك وظيفة باحث في مختبرات الجامعة من أحد أساتذته إلا أنه رفضها لأنه لم يرغب بحياة أكاديمية مملة، واختار أن يقوم بجولة في أمريكا الجنوبية على الدراجة الهوائية، فانطلق هو وصديق دراسته في الطرق الوعرة، وحمل معه: مسدسًا خبأه في حذائه؛ للدفاع عن نفسيهما من أي خطر، وخيمة للنوم فيها في حال عدم حصولهما على مكان ليناما فيه وانطلقا محاولين الوصول إلى تشيلي.
لم يذهب جيفارا إلى المناطق الغنية أو المدن بل تجوّل دائمًا في المناطق الفقيرة والمصانع؛ ليشاهد أحوال العاملين السيئة والفقيرة فيها، وكان دائمًا ما يعتمل في داخله الغضب لوجود فرق هائل بين الطبقات، وكان كل ذلك بسبب سيطرة اليانكي على المصانع والثروات في كل أمريكا الجنوبية.
وبعدها غادر إلى بلاد الموز على متن سفينة -تشيلي- وبعدها الإكوادور ليكمل رحلته، وفي رأسه بدأت تتكون الكثير من الآراء السياسية المناهضة لطريقة الحكم حينها.[1][2]
اقرأ أيضًا: مقال عن نجيب محفوظ وملخص حياته |
جيفارا وكاسترو
كان جيفارا ذا ميول شيوعية ماركيسية وأثناء ذلك ذهب إلى كوبا وحصل ذلك عام 1953، وبعدها بعام التقى بفيدل كاسترو وانضم إلى حركة 26 يوليو التي كان يرأسها كاسترو وشقيقه راؤول اللذين كانا يحاولان الإطاحة بالرئيس فولجينسيو باتيستا عن طريق حرب العصابات والإضرابات في الشوارع.
كان كاسترو من عائلة غنية جدًا إلا أنه رفض كل هذه الامتيازات ورغب دائمًا بدولة تكفل للجميع حقوقًا متساوية وعندما حاول الانقلاب على النظام في المرة الأولى سُجن هو ورفاقه لمدة عامين، وخرج بعدها بعفو رئاسي ليعود مرة أخرى ويقوم بالمحاولة الثانية عام 1959، ونجحوا بذلك وسيطر كاسترو ورفاقه على البلاد.بعدها تحولت كوبا إلى النظام الشيوعي وقام كاسترو بتأميم كل الشركات الأمريكية الموجودة على الأراضي الكوبية، وعمل على توزيع الأراضي الزراعية محاولًا تحقيق المنفعة الاقتصادية لباقي الشعب.
(يعني التأميم: تحويل الممتلكات الخاصة إلى ممتلكات عامة، أي من منشأة مملوكة للفرد إلى منشأة مملوكة للدولة).
جيفارا في كوبا
كان جيفارا الرجل الثاني في كوبا مقربًا وصديقًا لكاسترو -رفاق السلاح- وكان رئيسًا للبنك الوطني في كوبا، ثم وزيرًا للصناعة، ثم سفيرًا لكوبا في الخارج، إلا أنه لم يتفق هناك مع باقي رجالات السلطة وتعثر الاقتصاد الكوبي مرة أخرى نتيجة للعقوبات الأمريكية الاقتصادية، ثم غادر كوبا عام 1965 وتخلى عن منصبه وامتيازاته وتوجه إلى إفريقيا، وتحديدا الكونغو ليدرب قوات انفصالية، إلا أنه عاد إلى كوبا سرًا وتوجه بعدها إلى بوليفيا لكي ينشئ جماعات أخرى ليطيح بطاغية بوليفيا رينيه اورتونيو.[3][4]
اقرأ أيضًا: مارجريت تاتشر المرأة الحديدية، سيرة حياتها |
جيفارا في بوليفيا
درّب جيفارا الجماعات المسلحة هناك إلا أنه فشل؛ لأن الولايات المتحدة قامت بدعم الرئيس البوليفي وأرسلت قوة خاصة لقتل جيفارا، فتراجع جيفارا إلى الغابات الشائكة، إلا أنه حوصر في نهاية الأمر وتم القبض عليه بعد معركة مروعة دامت أكثر من 30 ساعة.
موت جيفارا
في النهاية قُبض على جيفارا جريحًا وتم اقتياده إلى مدرسة في أعلى التل وتم إعدامه رميًا بالرصاص. ونُقل بعدها إلى المستشفى الوطني وتم تغسيله والتقاط صورته الشهيرة وهو مغمض العينين، وأخذت بصماته ليتم الاحتفاظ بها وأعلن في الراديو الوطني البوليفي أن جيفارا سقط وكان ذلك عام 1967 وكان يبلغ من العمر 39 عامًا فقط.
اقتيدت جثته ودفنت في مكان مجهول لم يعرفه أحد، وفي عام 1997 اكتشف راعي غنم جثة وبعد تحليلها عُرف أنها تعود لجيفارا فتم إعادة الرفات إلى كوبا ليُدفن بشكل لائق.[5]
حياته الأسرية
تزوج جيفارا مرتين الأولى من جاديا أكوستا واستمر هذا الزواج لمدة أربع سنوات. كانت جاديا خبيرة اقتصادية وأنجب منها ابنته الأولى التي سميت على اسم والدتها، وتم نفيها بعدها إلى البيرو. والثانية أليدا مارش التي كانت أيضًا في الجيش الكوبي وأنجب منها ثلاثة من الأبناء، ولها العديد من الكتب التي تحكي فيها عن ذكرياتها مع جيفارا.[6]
جيفارا الرمز
كان جيفارا شخصية شيوعية بارزة في الحرب الكوبية وبعد أن تم إعدامه تحول إلى رمز للثورة في العديد من دول العالم. وكانت صورة جيفارا دائمًا رمزًا يساريًا معاديًا للإمبرالية، لذلك دائمًا ما نجده حاضرًا في الاحتجاجات ضد الظلم في أي مكان في العالم.[7]
اقرأ أيضًا: من هو صمويل بيكيت وما هي أشهر أعماله؟ |
هل كان المقال مفيدًا؟
المصادر والمراجع[+]
↲1 | https://www.bbc.co.uk/history/historic_figures/guevara_che.shtml |
---|---|
↲2 | https://www.history.com/topics/south-america/che-guevara |
↲3 | https://www.pbs.org/wgbh/americanexperience/features/castro-fidel-castro/ |
↲4 | https://dictionary.cambridge.org/dictionary/english/nationalization |
↲5 | https://www.britannica.com/biography/Che-Guevara/The-Congo-Bolivia-and-death |
↲6 | https://www.smh.com.au/entertainment/books/married-to-che-20120428-1xri0.html |
↲7 | https://www.nationalgeographic.org/encyclopedia/communism/ |