كيف كان النبي يستقبل شهر رمضان؟
صام النبي- صلى الله عليه وسلم- تسع رمضانات، لأن الصيام وجب في السنة الثانية للهجرة وتوفي الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة،[1]وكان في خلال تلك السنوات يحتفل -صلى الله عليه وسلم -بشهر الصيام ويحث المسلمين على حسن استقباله ويوجههم إلى الحرص على بذل الجهود لاغتنام أوقاته وحسن قيام لياله وجاء في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تبين كيف استقبل النبي هذا الشهر الفضيل ؟ وابتهاجه به، ومن توجيهات النبي -صلى الله عليه وسلم-لأمته لاستقبال شهر رمضان:[2]
- الصيام والفطر يكونان برؤية الهلال.
- نهيه –صلى الله عليه وسلم عن الصيام قبل رمضان بيوم أو يومين.
- التنبيه على عظيم أجره والتحذير من الإفراط فيه.
تبشير النبي -صلى الله عليه وسلم لأصحابه بقدوم شهر رمضان
ومن حال النبي -صلى الله عليه وسلم- عند قدوم هذا الشهر المبارك أنه كان النبي يبشر أصحابه – رضوان الله عليهم -بسيد الشهور ويحثهم على حسن استقباله والقيام بواجبه من حسن العبادة في هذا الشهر الذي تعظم فيه الأجور ويجاب الدعاء فيه وتصفد الشياطين في أيامه، فورد عن النبي أنه يبشر أصحابه ويقول لهم: “جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، شهر تُحطُّ فيه الخطايا، ويجاب فيه الدعاء، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإنَّ الشقي من حُرم رحمة الله” [3]، أما بخصوص التهنئة بقدوم رمضان فلم يرد بها أي لفظ عن النبي -صلى الله عليه وسلم -فلا يوجد عبارة تهنئة صريحة وصلت إلينا عن التهنئة بقدومه. [4]
حال سحور -النبي صلى الله عليه وسلم – وإفطاره
حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- هدي وسنة لأمته من بعده، فكان في شهر الصيام يعلمنا من سننه ويرشدنا إلى القيام بها ومن تلك السنن حال سحوره وفطره:[5]
كيف كان سحوره صلى الله عليه وسلم؟
حث النبي- صلى الله عليه وسلم- على تناول وجبة السحور فقال:”تسحروا فإن في السحور بركة”، وكان النبي يتسحر قبل الفجر الصادق، أي أنه كان من عادته -صلى عليه وسلم- تأخير السحور إلى ما قبل موعد الإمساك، فروي عن زيد بن ثابت أنه تسحر مع النبي ومن ثم قاموا إلى الصلاة وما كان بين ذلك إلا مقدار قراءة خمسين آية.
كيف كان فطور النبي في رمضان؟
كان النبي -صلى الله عليه وسلم -يتعجل في فطره، وكان أول ما يفطر عليه بعض من تمرات يتناولهن وترًا، وفي حال عدم توفر التمر يفطر بحسوات من ماء، وحث أمته على تعجيل إفطارهم لعدم التشبه باليهود الذين كانوا يؤخرون فطرهم، وربط -صلى الله عليه وسلم -الخيرية بالناس بتعجيل فطرهم فالخير بهم ما زالوا يعجلون الفطر.
كيف كان حال النبي في نهار رمضان وليله؟
كان ليل النبي صلوات ربي وسلامه عليه ونهاره في رمضان مليء بالعبادات والذكر والدعاء فكان يعلم أصحابه وأمته من بعده الحرص والمواظبة على العبادات في رمضان لما فيه من الأجور والعتق من النيران.[6]
نهار النبي في رمضان
كان من هدي النبي أنه يواظب على المكوث في المسجد بعد صلاة الفجر ذاكرًا لله سبحانه حتى شروق الشمس ومن ثم يصلي ركعتا الشروق، وورد عن النبي أنه من فعل ذلك كان له أجر حج وعمرة، ثم يواصل دروه في الرعاية لأسرته ويقوم على خدمتهن، وإذا جاء وقت الإفطار أفطر ثم صلى المغرب.
ليل النبي في رمضان
في حلول أذان العشاء كان يتوجه إلى المسجد ويصلي بأصحابه العشاء، وقد ورد أنه صلى بهم التروايح ثلاث مرات ولم يقم بها بعد ذلك، وهذا من رحمة النبي بأمته فخشي من أن تفرض عليهم، وعند رجوعه إلى منزله كان -صلى الله عليه وسلم- يصلي في ليله إحدى عشر ركعة وكان من حال تلك الركعات أنها طويلة حتى لا تكاد تسأل عن حسنهن وطولهن كما ذكرت أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنهاـ، أما صلاة الوتر فكان يصليها بعد أن ينام فكان -صلى الله عليه وسلم- ينام وقلبه لا ينام كما ورد في إجابته على سؤال عائشة –رضي الله عنها – “أتنام قبل أن توتر؟ قال: يا عائشة إن عيني تنامان وقلبي لا ينام” وصلاة الوتر قبل النوم خاصية للنبي -صلى الله عليه وسلم-، أما السنة لسائر المسلمين فهي صلاتها قبل النوم.
حال النبي في العشر الأواخر من رمضان
الاعتكاف هو سنة النبي- صلى الله عليه وسلم – وهو مستحب في جميع أيام السنة إلا أنه في رمضان له أفضلية وأجر عظيم، فقد كان الرسول يعتكف الليالي العشر الأخيرة من رمضان ويحرص عليها، ويتحرى فيها ليلة القدر التي يعادل أجر قيامها عبادة ألف شهر، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.[7]
حال النبي مع القرآن الكريم في رمضان
كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يواصل قراءته في كل الأوقات حتى أنه رآه عبد الله بن مغفل –رضي الله عنه- يقرأ من سورة الفتح وهو على ناقته، وكان يتدراسه مع جبريل- عليه السلام-حفظًا وتجويدًا، فيتشاركان القراءة أو يتناوبانها وهذا حالهم في كل ليلة من ليالي رمضان كما روى ابن عباس-رضي الله عنه-، وكان يتدارسه مع الصحابة-رضوان الله عليهم- فيسمعه منهم، وكان يتهجد بآياته فإذا مر بآية عذاب استعاذ بالله وكان عند آيات الرحمة يدعي بها وإذا مر بآية تنزيه لله نزه.[8]
كيف كان النبي يتعامل مع زوجاته في رمضان؟
كان الرسول –صلى الله عليه وسلم- خير للناس لأهله فكان الزوج المتوازن الذي يعطي زوجاته حقوقهن، وكان حاله معهن –رضوان الله عليهن-في رمضان كالتالي :[9]
- كان يعلم نسائه بعض المسائل الفقهية.
- كان يحثهن على القيام بالأعمال الصالحة.
- كان يقوم بواجباته الزوجية ويعاشرهن.
- كانت نساء النبي تشاركه بعض العبادات، كقيام الليل.
- تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم -في رمضان من أم المساكين زينب بنت خزيمة-رضي الله عنها.
أعمال الرسول في رمضان
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كالريح المرسلة في كرمه وجوده في أيام رمضان، فكان يقوم على أسرته ويرعى حقوق أمته فكان لا يدعى الجهاد فهو القائد والجندي في كل المعارك والأحداث التي وقعت والتي كانت بمثابة دروس دعوية عظيمة، فقد قام بأعمال كثيرة في نهار رمضان منها:[10]
- قيامه بست غزوات عظام، منها غزوة بدر الكبرى.
- هدمه -صلى الله عليه وسلم -لمسجد الضرار الذي بناه المنافقون في المدينة.
- هدم أشهر الأصنام التي كانت معروفة عند العرب.
- استقباله للوفود.
- فتح مكة المكرمة في العام الثامن للهجرة.
اقرأ أيضًا |
هل كان المقال مفيدًا؟
المصادر والمراجع[+]
↲1 | https://islamqa.info/ar/answers/49679/%D9%83%D9%85-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D8%B5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85 |
---|---|
↲2 | https://ar.islamway.net/article/30595/%D8%AD%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A-%D8%B5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86 |
↲3 | https://binbaz.org.sa/fatwas/21281/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D8%A7%D9%84-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B0%D9%83%D 9%8A%D8%B1 |
↲4 | https://www.islamweb.net/ar/fatwa/77721/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D9%82%D8%AF%D9%88%D9%85-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86 |
↲5, ↲7 | https://www.islamweb.net/ar/article/188350/%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A-%D8%B5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85 |
↲6 | https://islamonline.net/%D9%8A%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86/ |
↲8 | https://www.islamweb.net/ar/article/228892/%D8%AD%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86 |
↲9 | http://meshkat.net/files/26993/ |
↲10 | https://www.alukah.net/spotlight/0/140508/ |