لقد شهد الوعي المجتمعي بشأن الحرص على عدم إنجاب أطفال باضطرابات خلقية أو وراثية ازديادًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، ونظرًا لأن بعض المجتمعات في مناطق معينة تنظر لزواج الأقارب على أنه أمر تقليدي، فقد ظهرت تساؤلات حول مدى ارتباط المخاطر الصحية للأطفال بصلة القرابة بين الوالدين، وفي هذا المقال سنعرض زواج الأقارب بين إيجابياته وسلبياته.[1]
ما هو زواج الأقارب
حسب علم الوراثة يُعرف زواج الأقارب بأنه الزواج بين شخصين بينهما ارتباط كأبناء عم أو أبناء خال من الدرجة الأولى أو من الدرجة الثانية، وينتشر هذا النوع من الزواج في المجتمعات التي تعيش في مناطق شمال إفريقيا والشرق الأوسط وغرب آسيا.[2]
إيجابيات زواج الأقارب
توجد العديد من الجوانب التي تعد لصالح زواج الأقارب، منها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، وأهمها ما يلي:[3]
- تتمتع زواجات الأقارب باستقرار أكبر من غيرها، ومشاكل مالية أقل.
- تتميز زواجات الأقارب ببساطة تجهيز ترتيبات الزواج، وتوافق الأصهار.
- تشهد زواجات الأقاراب نسب عنف منزلي أقل، ومعدلات طلاق أقل.
- قد يكون زواج الأقارب فرصةً لنقل القيم الثقافية والحفاظ عليها.
- من الناحية الاقتصادية يتطلب زواج الأقارب تكاليف أقل، كما يساعد في الحفاظ على الممتلكات والأراضي.
- من الناحية الوراثية قد يحافظ زواج الأقارب على الصفات الوراثية المفيدة.
- لزواج الأقارب علاقة بزيادة الخصوبة، ولكن عدد الأبناء متقارب في زواج الأقارب وغيره.
- قد يحمي زواج الأقارب من بعض الأمراض بسبب توارث الأنماط الجينية التي تقي منها.
- يساعد ثبات الجينات في زواج الأقارب على تسهيل إجراء الدراسات الجينية على الأسرة.
- يساعد زواج الأقارب في معرفة جينات الأمراض الجديدة.
اقرأ أيضًا: 8 نصائح ذهبية للفتيات في فترة الخطوبه |
سلبيات زواج الأقارب
قد ينتج عن زواج الأقارب سلبيات متعددة، أهمها ما يلي:[4][5][6]
- يزيد زواج الأقارب من احتمالية إصابة الأبناء بأمراض متنحية وتشوهات خلقية وتصبغات جلدية.
- يزيد زواج الأقارب من إصابة الأبناء بعيوب قلب خلقية.
- تشير بعض الدراسات إلى زيادة معدلات الإصابة باضطرابات مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري ومرض الشريان التاجي والتوحد بين زواجات الأقارب.
- تزيد نسبة وفيات حديثي الولادة بين الوالدين الأقارب عن نسبتها في زواج غير الأقارب.
- قد يزيد زواج الأقارب من احتمالية إصابة الأبناء باضطرابات مثل الانفصام واضطراب ثنائي القطب.
- يرتبط زواج الأقارب بالإصابة بمرض الزهايمر.
- تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين زواج الأقارب وبعض الاضطرابات الوراثية مثل مرض الثلاسيميا وارتفاع ضغط الدم عند الأطفال ونقص البروتين.
- تعد حالات انخفاض الوزن عند الولادة منتشرةً بين أبناء الأقارب.
- يرتبط زواج الأقارب بإصابة الأبناء بحمى البحر الأبيض المتوسط والشلل لدماغي وضمور العضلات.
- يرتبط زواج الأقارب بإصابة الأبناء بفقدان السمع وضعف النظر.
- قد ينتج عن زواج الأقارب زيادة القابلية للإصابة بالعدوى في بعض الأمراض مثل السل والتهاب الكبد.
- قد تنخفض مع زواج الأقارب مستويات الذكاء وتزداد احتمالية الإصابة بالتخلف العقلي.
- يزيد زواج الأقارب من خطر الإصابة بأمراض القلب والعقم وسرطان الثدي.
لماذا تفضل بعض الثقافات زواج الأقارب
تعود جذور اختيار بعض المجتمعات والأفراد لزواج الأقارب إلى الفوائد الاجتماعية التي يحملها، إذ يجد الزوجين الاستقرار والتوافق، واستمرار علاقتهما الاجتماعية التي كانت قبل الزواج، إضافةً إلى معرفة أسرة الزوجين لبعضهما والتوافق بينهما، ولما يترتب على ذلك من تضامن وروابط أسرية قوية.[7]
الاستشارة قبل الزواج
ظهرت مؤخرًا حاجة ملحة لتوفر خدمة الاستشارة قبل الزواج خاصةً في المجتمعات التي ينتشر فيها زواج الأقارب، وحاليًا قد سنت معظم الدول قوانين تلزم بإجراء فحوصات لمرض الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي، ساهمت هذه الفحوصات في زيادة الوعي بالأمراض الوراثية وعلاقة زواج الأقارب بها، تفرض دول أخرى الحصول على استشارة متكاملة من مقدمي الرعاية الصحية قبل الزواج بفترة، وفي حال زواج الأقارب تكون الاستشارة مبينةً على دراسة للتاريخ العائلي والأمراض والعيوب الوراثية لتقدير نسب الخطر المحتملة على الأبناء.[8]
اقرأ أيضًا: فحص الثلاسيميا بالتفصيل قبل الزواج لتحمي أطفالك |