ما المقصود بالتوحد عند الأطفال؟
التوحد عند الأطفال عبارة عن اضطراب عصبي يؤثر على القدرات الذهنية للطفل وسبل تواصله الاجتماعي مع الآخرين، كما يتسم التوحد عادةً بأنه يدفع الطفل إلى انتهاج أنماط محددة ومكررة من السلوكيات، ويلاحظ أن علامات التوحد عند الأطفال عادةً ما تظهر في المراحل المبكرة من الطفولة، كما يجدر بنا الإشارة إلى أن الاكتشاف المبكر لعلامات التوحد عند الأطفال أمر غاية في الأهمية نظرًا لأنه يلعب دورًا هامًا في مدى استجابة الطفل للتدابير العلاجية والوقائية المتاحة، فضلًا عن منع تدهور الحالة وتجنب حدوث المضاعفات.[1]
علامات تشير إلى إصابة طفلك بالتوحد
تظهر علامات التوحد عند الأطفال في المراحل الأولى المبكرة من عمر الطفل، ويمكننا إيجاز أهم هذه العلامات فيما يلي:[2]
- ضعف التواصل البصري بالعين مع الآخرين.
- عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه.
- الميل إلى العدوانية والثورة والهياج لأتفه الأسباب.
- تأخر أو تدهور المهارات اللغوية للطفل (تأخر النطق والكلام)، أو التحدث بنبرة متقطعة كما لو كان كالإنسان الآلي.
- وجود خلل في التواصل مع الآخرين، وعدم القدرة على التكيف مع المحيطين من الناحية الاجتماعية.
- الميل إلى العزلة والانطواء، والرغبة في أن يحيا في عالم من صنع خياله، لذا فإن ملاحظة أن الطفل يرغب دائمًا في أن يلعب بمفرده بعيدًا عن أقرانه يعد بمثابة ناقوس الخطر الذي قد يشير إلى أول علامات التوحد عند الأطفال التي يمكن ملاحظتها.
- رفض الطفل العناق أو أن يتم لمسه من الأساس.
- افتقاد الطفل لتعبيرات الوجه المعتادة لمن هم في مثل سنه، بالإضافة إلى عدم إدراكه لمشاعر الآخرين.
- سهولة إصابة الطفل بالتشتت، وعدم قدرته على فهم التوجيهات أو الأوامر البسيطة التي تلقى عليه.
- الميل إلى اتباع نمط متكرر ثابت لا يتغير سواء في اللعب أو في كافة مناحي الحياة الأخرى، مع إبداء الضيق الشديد والثورة في حالة تدخل أي شخص لتغيير هذا الروتين.
- فرط الحساسية نحو الأضواء الساطعة أو الأصوات العالية، وزيادة خطر الإصابة بالهياج العصبي عند التعرض لأي منها، ولا سيما على نحو مفاجئ.
اقرأ أيضًا: نوبات الصرع، الأسباب، الأعراض والعلاج |
أسباب ظهور علامات التوحد عند الأطفال
لا يزال السبب الفعلي للإصابة بعلامات التوحد عند الأطفال غير واضح حتى لحظة كتابة هذه السطور، لكن بشكل عام هناك بعض الفرضيات والنظريات التي تشير إلى أسباب ظهور علامات التوحد عند الأطفال، فيما يلي نذكرها.[3]
- الاستعداد الوراثي ووجود تاريخ مرضي في العائلة.
- تعرض الأم أثناء الحمل للملوثات أو للعدوى الفيروسية
- وجود أشقاء مصابين بالتوحد.
- تقدم عمر الأبوين قد يكون أحد الأسباب.
- تشوهات الكروموسومات مثل التصلب الحدبي أو متلازمة X الهشة.
- أحيانا ولادة طفل خداج (طفل تمت ولادته قبل مرور 28 أسبوعاً من الحمل).
- استخدام الأم للأدوية الموصوفة مثل حمض الڤالپرويك Valproic acid (VPA) أثناء الحمل، وهو دواء لعلاج الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي، كالصداع النصفي، نوبات الصرع واضطراب ثنائي القطب.
مضاعفات الإصابة بعلامات التوحد عند الأطفال
للأسف لا تقتصر الإصابة بعلامات التوحد عند الأطفال على ما تم ذكره سلفًا فحسب، حيث قد يمتد الأمر ليؤثر بشكل أعمق على الطفل، مما يؤدي إلى ظهور بعض المضاعفات، والتي تشمل ما يلي:[4]
- ضعف التحصيل الدراسي.
- عدم قدرة الطفل على أداء أنشطته اليومية الاعتيادية، وافتقاده القدرة على الاعتناء بنفسه دون مساعدة.
- فقدان الثقة في النفس.
- الوقوع في براثن العديد من المشكلات النفسية، بدايةً من القلق والاكتئاب، وحتى خطر الإصابة بالفصام أو الذهان.
- تعرض الطفل للتنمر والمضايقات من أقرانه في محيط المدرسة.
علاج علامات التوحد عند الأطفال
لا يوجد حتى لحظة كتابة هذه السطور أي علاج فعلي للتغلب على علامات التوحد عند الأطفال، لكن هناك بعض التدابير العلاجية المساعدة التي تهدف إلى تنمية مهارات التواصل مع الآخرين وتعزيز القدرات الاجتماعية للطفل بشكل عام، وذلك من خلال إخضاع الطفل لجلسات العلاج النفسي السلوكي والعلاج الوظيفي، بالإضافة إلى جلسات النطق والتخاطب، كذلك يجدر بنا الإشارة إلى أن دعم الأسرة والأصدقاء والمحيطين يلعب دورًا هامًا في مدى استجابة الطفل لهذه التدابير العلاجية المتاحة.[5]
اقرأ أيضًا: أسباب الصداع النصفي وكيفية التعامل معه؟ |
هل كان المقال مفيدًا؟
المصادر والمراجع[+]
↲1 | https://www.autismspeaks.org/what-autism |
---|---|
↲2 | https://www.nhs.uk/conditions/autism/signs/children/ |
↲3 | https://www.healthline.com/health/autism |
↲4 | https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/autism-spectrum-disorder/symptoms-causes/syc-20352928 |
↲5 | https://pediatrics.aappublications.org/content/120/5/1162 |