الحياة والمجتمع

فريدا كاهلو وملخص عن حياتها

معلومات عن فريدا كاهلو

كثيرًا ما شاهدنا ملامحها المتحدية وحاجبيها الكثيفان وملابسها الزاهية وطوق الورد على رأسها، تلاحقنا بنظرات جانبية أو صامتة، منكبّة ترسم نفسها أو غيرها، وقد اعتبرت أشهر رسامي عصر الحداثة. فمن هي فريدا كاهلو؟

طفولتها

ولدت فريدا عام 1907 في المكسيك لأب يهودي من أصول مجريّة يعمل في مهنة التصوير، وأم مكسيكية من أصول هندية، ترتيبها الثالثة في عائلة تكونت من ست فتيات، اثنتين منهم من زواج سابق لوالدها. وكانت من الطبقة المتوسطة المتدينة وعاشت حياة عادية إلى أن وصلت لسن الثامنة عشر.

بعد عودتها من أحد الأنشطة الخارجية هي وأحد أصدقائها في المدرسة، تعرضت عربة الترولي التي كانت تركبها لاصطدام مع حافلة مسرعة، فسحقت أسفلها وقامت بجرّها لأمتار قبل أن تصطدم بالحائط الإسمنتي، تعرضت حينها لكسور عديدة في ساقها اليمنى وسحق حوضها بعد أن انغرست في أحشائها حديدة، وذهبت للمستشفى الإسباني لتخضع لعدد من العمليات الجراحية ليتم إنقاذها بأعجوبة.

وما زاد الأمر سوءًا أن فريدا في طفولتها تعرضت لشلل الأطفال مما ألزمها الفراش مدة سنة لا تفعل شيئًا إلا أن تنظر من النافذة لتراقب أنشطة الأطفال بالخارج بعد أن نادوها بصاحبة الساق الخشبية بعد تقلص قدرتها على المشي لتصبح عرجاء.[1]

دراستها الجامعية

فكرت فريدا في مرحلة ما أن تدرس الطب إلا أنها عادت مرة أخرى لشغفها الأول، إذ عُرف عن فريدا حبها للرسم والفنون منذ الصغر وبتشجيع من والدها كانت ترسم على أقصوصات ورقية أو تحاول دمج الألوان، إلا أنها وبعد المرحلة الثانوية رغبت بدراسة الفنون في الجامعة، وذهبت لإكمال أوراقها والخضوع لامتحان القبول، إلا أن الحادث منعها من الحركة لإصابتها بالشلل التام وعرج وآلام شديدة لا تتوقف في الحوض والمعدة، فبقي الحلم في منتصفه ولم تذهب للجامعة وتوقفت عن الرسم.

وبعد أن تعافت خسر والدها الكثير من ماله فاضطرت للعمل معه في استديو التصوير ومن ثم التحقت بالعديد من الوظائف الجزئية محاولة مساعدة عائلتها لتجاوز هذه الأزمة المالية.[2]

بدايتها الفنية

بعد الحادث حُبست فريدا بداخل سريرها لشهور طويلة لم تخرج ولم تتعامل مع أحد وأصيبت بالاكتئاب، فحاولت والدتها مساعدتها بإجبارها على العودة للرسم وذلك بأن أحضرت لها مرآة ضخمة وعلقتها بالسقف لتشاهد ملامحها وترسم، عندها بدأت فريدا مرة أخرى الرسم وصنعت لوحات كثيرة راسمة وجهها فقط أو عينيها وعرف ذلك النهج بعد ذلك البورتريه الذاتي.

وكانت حصيلة هذه الفترة أكثر من 150 لوحة، رسمت فيهم نفسها بأكثر من 50 لوحة؛ عبرت خلالهم عن مواضيع كثيرة مثل:

  • المرض.
  • الألم.
  • الخوف.
  • الوحدة.

 اقرأ أيضًا: تعرف على دوستويفسكي وأجمل ما قاله

حياتها العاطفية

حينما كانت في المرحلة الثانوية تعرفت لأول مرة على رسام الجداريات المكسيكي دييغو ريفيرا الذي كان يبلغ من العمر 36 عامًا، عندما كان في أحد الأنشطة الثقافية التي تطلبت منه رسم جداريات تحمل رسائل سياسية واجتماعية في عدد من مدارس المقاطعة، لكنه كان متزوجًا من غواد مارين.

وبعد سنوات التقت به فريدا في أحد اجتماعات الحزب الشيوعي إذ كان هو الآخر أحد النشطاء السياسيين المشهورين لتقع في حبه وتتزوجه على الرغم من معارضة والدتها الشديدة لأن زوجها كان غير مؤمن، ومعروفًا بتعدد علاقاته النسائية ولديه أبناء من زيجات سابقة، إلا أن والدها وافق على الزواج لأنه كان بحاجة للمال الذي سيدفعه دييغو لسداد ديونه المتراكمة، وكانت وقتها تبلغ من العمر 22 عامًا فقط وذلك في عام 1929.[3]

حياتها السياسية

كان زوجها مقربًا من العديد من الرسامين المشاهير أمثال بيكاسو، وسياسين أمثال تروتسكي الذي كان هاربًا حينها من النظام السياسي الموجود في الاتحاد السوفيتي وأقام في منزل الزوجين لشهور بعد أن تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة.

أتاح لها محيط زوجها المليء بالأثرياء ومجتمع الصفوة أن تسافر لأمريكا وإسبانيا والعديد من دول العالم كونها زوجة لأشهر رسامي الجداريات في تلك المرحلة حين ذاك، مما مكنها من رسم الكثير من اللوحات التي وصفت من خلالها ما رأته في جولاتها.

كانت عضوًا نشطًا في المظاهرات التي كانت تخرج تنديدًا بالنظام القمعي في المكسيك، وظهر ذلك جليًا في لوحاتها التي رسمتها في تلك الفترة إذ حملت دائمًا ألوان العلم المكسيكي والزي التقليدي للشعب والإكسسوارات الهندية وصورت فيها كل ما عاشته من تقلبات ومطاردات بسبب آرائها.

ظهرت وزوجها مرارًا وتكرارًا كثنائي ثوري ذا بريق مغناطيسي في الصحف والمجلات، فقد شكلا مزيجًا غريبًا واستثنائيًا؛ فزوجها كان ضخمًا ذا عينين واسعتين وفريدا ذات ملامح نحيلة وعينين سوداوين، إلا أن هذا الزواج لم يستمر وانفصلا بعد خيانته لها مع صديقة طفولتها.[4]

فريدا كاهلو والنسوية

نشطت فريدا في الحركة النسوية أيضًا وكانت من أبرز المناديات بحقوق المرأة ورفض القوالب النمطية الجاهزة التي فرضت على الإناث منذ عقود وقيدتهن بمعايير قاسية من حيث الشكل والعمل والتعليم والأمومة وظهر تمردها هذا جليًا إذ كانت تحتفظ بحاجبيها كثيفين وبشاربها خفيفًا معتبرةً ذلك علامة تميزها وجمالها.[5]

فريدا كاهلو والفن

كانت فريدا ترسم لوحدها ولم تتخرج من كلية الفنون ولم يعلمها أحد، حتى زوجها لم يتدخل أبدًا في مسارها الفني ولا في طريقة تعبيرها ولا لوحاتها أو مواضيعها، ولم تقم فريدا أي معرض ولم تبع أي لوحة على الإطلاق أثناء حياتها بل قامت بإهداء العديد من اللوحات لأصدقائها ومقر الحزب الشيوعي الذي انتمت إليه.[6]

وفاتها

تدهورت الحالة الصحية لفريدا بعد طلاقها للمرة الثانية من زوجها وانتقالها للعيش في منزل منفصل لتسوء حالتها الصحية مرة أخرى بعد إصابتها بالغرغرينا وبتر قدمها اليمنى، وقد عاشت أيامها الأخيرة تحت تأثير الأدوية المخدرة بسبب الألم الشديد الذي عانته. وفي يوم ميلادها الأخير قامت بدعوة أصدقائها للاحتفال وقامت بتوديعهم وتوفيت في مساء ذلك اليوم عن عمر يناهز 48 عامًا.[1]

فريدا كاهلو والجوائز

  • إقامة أول معرض لفريدا عام 1958.
  • نُشرت سيرتها الذاتية عام 1983.
  • صُنع أول فيلم يصور حياتها في 2002.

 اقرأ أيضًا: مقال عن نجيب محفوظ وملخص حياته

هل كان المقال مفيدًا؟

عثّة كتب منذ الصغر،سافرت مع ابن بطوطة في رحلاته،ركضت مع تلاميذ أرسطو طويلاً،شعرت بصقيع سيبيريا مع ديستويفسكي،وجلست على ضفاف النيل مع نجيب محفوظ،وتعلمت الكثير من العرّاب،وتخرجت من قسم إدارة الأعمال،وكتبت بغزارة لسنوات.

السابق
حكم العادة السرية في رمضان وقت الإمساك وبعد الإفطار
التالي
مهارات التواصل الفعال: أهم مهارات الاتصال وكيفية تطويرها