هناك العديد من المواقف الطبية التي يكون فيها الخيار العلاجي الوحيد لإنقاذ الأرواح هو إجراء نقل دم للمريض، ففي حالات النزيف الدموي مثلًا ولإنقاذ حياة المريض لابد من تعويض ما يفقده من دم بكميات أخرى إضافية من نفس الفصيلة، وهو ما يعكس البعد الإنساني للتبرع بالدم، والذي يساعد على إنقاذ الكثير من الأرواح من الموت المحتم، وتتضمن عملية التبرع بالدم توقيع الكشف الطبي على المتبرع للتأكد من لياقته الصحية للتبرع، ليتم بعد ذلك سحب حوالي 450 مللم من دم المتبرع، وتخزينه بأسلوب معين في أكياس معقمة معدة خصيصًا لهذا الغرض، مع ملاحظة أن هذه الأكياس تحتوي على مادة كيميائية تحول دون تجلط الدم.
فوائد التبرع بالدم وشروط المتبرع بالدم
فوائد التبرع بالدم
لاشك أن التبرع بالدم يساهم في إنقاذ العديد من الأشخاص، كما أنه على الجانب الآخر يحمل أيضا عددًا لا بأس به من الفوائد الصحية للمتبرع نفسه، وذلك على النحو التالي:
- الشعور بالرضا والسعادة الناجم عن القيام بعمل خيري ينقذ الأرواح.
- تتضمن عملية التبرع بالدم خضوع المتبرع لسلسلة من الفحوصات للاطمئنان على حالته الصحية، فضلًا عن فحص عينة من الدم والتأكد من خلوها من أي ميكروبات ضارة،بناءً على ذلك، يمكننا القول أن التبرع بالدم قد يمثل للمتبرع وكأنه فحص دوري للاطمئنان على حالته الصحية.
- تؤكد الإحصائيات والدراسات الطبية أن المتبرعين بالدم تكون فرص الإصابة بأمراض القلب والجلطات لديهم أقل ما يكون، ويعزى سبب ذلك إلى أن التبرع بالدم يعمل على تنشيط الدورة الدموية، كما أن سحب الدم نفسه من جسم المتبرع يحفز آلية تكوين خلايا دم جديدة أكثر صحة وشبابًا وحيوية.
اشتراطات ينبغي توافرها للتبرع بالدم
لضمان صحة وسلامة المتبرع بالدم، هناك بعض الاشتراطات التي ينبغي توافرها قبل الإقدام على التبرع بالدم وتشمل شروط المتبرع بالدم ما يلي:
- ألا يقل عمر المتبرع عن 18 عام، وألا يزيد عن 50 عام.
- لا مانع من التطوع للتبرع بالدم أكثر من مرة، لكن ينبغي أن يكون هناك فاصل زمني لا يقل عن 3 أشهر.
- ينبغي ألا يكون المتبرع قد خضع لأي عملية جراحية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
- إجراء فحص لمستوى الهيموجلوبين بالدم، وذلك لاستبعاد الإصابة بفقر الدم.
- ينبغي أن تكون قراءات العلامات الحيوية (معدل ضربات القلب، ضغط الدم، معدل التنفس، درجة الحرارة) للمتبرع طبيعية.
- ينبغي ألا يكون المريض مصابًا بأي أمراض مزمنة قد تحول دون التبرع بالدم، وخاصةً أمراض القلب والسكري والفشل الكلوي.
حالات صحية يحظر فيها التبرع بالدم
هناك حالات صحية معينة قد يشكل فيها التبرع بالدم خطرًا داهمًا على حياة الشخص، لذا ولأسباب طبية بحتة يحظر التبرع بالدم إذا كان الشخص مصابًا بأي من الأمراض التالية:
- ارتفاع ضغط الدم المزمن.
- مرض السكري.
- الفشل الكلوي أو الكبدي.
- التهابات الكبد الفيروسية.
- أمراض سوء التغذية، وخاصةً فقر الدم.
- الأمراض المناعية الذاتية.
- قصور القلب الوظيفي.
- الربو القصبي، بالإضافة إلى أي أمراض مزمنة بالجهاز التنفسي.
- وجود خلل في آلية تخثر الدم (فرط سيولة الدم).
- اضطراب وظائف الغدة الدرقية.
- الصرع.
- الحمل والرضاعة.
نصائح وتعليمات ينبغي اتباعها عقب التبرع بالدم
لتجنب حدوث أي تأثيرات صحية سلبية عقب الانتهاء من التبرع بالدم، ينصح باتباع ما يلي:
- من الضروري عدم النهوض مباشرةً عقب الانتهاء من التبرع بالدم، إذ لابد من الانتقال أولًامن وضع الاستلقاء على سرير التبرع إلى وضع الجلوس والانتظار على هذه الوضعية لمدة 10 دقائق مثلًا، وذلك لتجنب الشعور بالدوار ومنع حدوث الإغماء المفاجئ.
- تؤكد الدراسات الطبية على أن الجسم يمر بمرحلة عابرة من انخفاض ضغط الدم عقب الانتهاء من التبرع بالدم، مما يستلزم ضرورة الإكثار من الماء والعصائر في الفترة التي تلي التبرع بالدم.
- ينبغي الخلود للراحة السلبية مدة لا تقل عن 4 ساعات عقب التبرع بالدم، مع ضرورة تجنب القيام بأي مجهود بدني شاق لمدة لا تقل عن يوم كامل.
- إذا كان المتبرع بالدم مدخنًا، فلابد من التوقف عن التدخين لمدة لا تقل عن 6 ساعات عقب التبرع بالدم.