على الرغم من السعادة التي يجلبها المولود الأول معه للبيت والعاطفة التي تغمر الوالدين عند احتضانه، إلا أنهم سرعان ما يدركون ما يصاحب هذا التحول في حياتهم من تحديات ومسؤوليات، وتزداد هذه التحديات مع المولود الثاني والثالث، حتى يصل الوالدان لمرحلة من الضغوطات بالكاد يوازنون بين علاقتهم كزوجين ومسؤولياتهم كوالدين فأبناؤهم بحاجة للكثير من الوقت واللعب والاهتمام، كما تضيف المسؤوليات الاجتماعية والأعباء المادية على علاقتهم المزيد من التوتر، فتفتر ببطء بينهم شرارة الحب الأولى، والورود، وأوقات السمر، ليجدا أنفسهم في يوم ما كالغرباء، وتزداد الفجوة مما يؤدي بهم للكثير من المشاكل الزوجية كالطلاق والانفصال العاطفي ونوبات الغضب، وفي هذ المقال سنجيب على كيف يؤثر وجود الأطفال على الحياة الزوجية؟ بالتفصيل مع توجيه بعض النصائح العملية للتعامل مع هذه التحديات.
كيف يؤثر وجود الأطفال على الحياة الزوجية؟
الوعي هو أول الطريق لإعادة ترميم العلاقة بين الزوجين وهيكلتها من جديد، فوجود الأطفال ربما يجعل الأهل أكثر جدية و التزامًا في علاقتهم ويقلل في بعض الأحيان من لجوءهم للطلاق، لكن ما هو التأثير المباشر وغير المباشر للأطفال على الحياة الزوجية؟[1]
عدم وجود وقت كافي
حيث يفتقدان الحصول على وقت خاص يقضيانه معًا في إجازة لطيفة أو مشروب ساخن في أحد المقاهي، فوقتهم كله للأطفال والاهتمام بهم وتلبية حاجاتهم وتوفير وسائل ترفيهية لهم.
الكثير من المسؤوليات المتراكمة
تراكم المهمات غالبًا ما يدفع أحد الطرفين لبذل مجهود أكبر من أجل الأطفال والقيام بالعديد من المسؤوليات معًا مما يجعل العلاقة معقدة أكثر خصوصًا عند عدم معرفتهم بأساليب تنظيم الوقت وإنجاز المهام وفقًا للأولويات.
إهمال الأزواج لحاجاتهم واهتماماتهم
فكثيرًا ما يظن الوالدين أن مسؤوليتهم تقتصر على الأطفال خاصة عندما يكونون في سن صغير وبحاجة لكثير من الاهتمام، فيبدؤون بإهمال اهتماماتهم ونسيان مواهبهم وعدم الاكتراث للأشياء التي كانت تشكل لديهم مصدر قوة وفخر، ومع الوقت تنطفئ الشرارة التي كانت سببًا لإعجاب أحدهم بالآخر، ويفتقدون اهتماماتهم المشتركة وتزداد بينهم فجوة التواصل.
ضغوطات مادية
فمع قدوم الأطفال تزداد المسؤوليات المادية على الأهل، ويصبح هدفهم الأول يتمحور حول العمل وتأمين كل ما يحتاجه أطفالهم، ومن الممكن أن يسبب لهم ذلك الأرق والقلق النفسي مما يؤثر غالبًا على علاقتهم الزوجية.
اختلاف وجهات النظر في التربية
ربما يكتشف الأزواج بعد قدوم المولود الأول اختلاف أنماطهم وأساليبهم في التربية، فكل منهم نشأ بطريقة مختلفة وله وجهة نظر خاصة ومبادئ تختلف عن مبادئ شريكه، مما يسبب لهم العديد من المشاكل والتحديات.
نصائح للتغلب على تحديات الحياة الزوجية بوجود الأطفال
على الأزواج بالضرورة التعاون معًا لإيجاد النمط الذي يناسبهم كي يتجاوزوا الضغوطات التي ترافقهم كآباء، وبعد أن يحددوا أكثر الأسباب التي تمنعهم من الاستمتاع بدورهم كوالدين، عليهم أن يرسموا صورة جديدة لعلاقتهم ويبذلون كل الجهد في الوصول لنمط واضح في تحمل مسؤولياتهم والتعامل معها، وذلك من خلال:[2] [3]
ضرورة قضاء وقت خاص يوميًا
فالانفراد بسكون وسلام مع نفسك يجدَد طاقتك، حتى لو كان الوقت قصيرًا ، يمكنك قضاء هذا الوقت في احتساء مشروبك المفضل أو في قراءة كتاب طالما رغبت في إنهائه أو ربما بممارستك مواهبك التي كانت تشعرك بالقوة والتميز، وحتى لو كانت الأم غير عاملة فإن فكرة وضع الطفل في حضانة لقضاء بعض الوقت مفيدة لكلا الطرفين وهي فرصة رائعة للأم لشحن طاقتها.
التعاون وتبادل الأدوار
تعاون الشريكين معًا لإنجاح العلاقة والتوازن في حياتهم أمر في غاية الأهمية، فلا بد من التعاون وتوزيع المهام، كما أن المرونة ضرورية جدًا فمثلًا يمكن لأحدهما تحمل مسؤوليات شريكه أيضًا في حال تعب أو شعر بإرهاق أو في حال رغبته في التسوق مع أصدقائه.
جدول المواعدات
فكرة الخروج وقضاء الأزواج لوقتهم الخاص معًا ربما تصبح فكرة غريبة مع قدوم الأطفال، لكنها السر في استمرار شرارة الحب، فعلى الزوجين التعامل مع فكرة الوقت الخاص كضرورة وحاجة أساسية يقومان بها بانتظام لتحقيق صفائهم الذهني واستمرارهم في السير سويًا بمحاذاة بعضهم في الحياة، فيناقشان خططهم المستقبلية ويستمرون في ممارسة اهتماماتهم.
الحفاظ على الخصوصية
يمكن للزوجيين الواعيين حل مشاكلهم الزوجية بعيدًا تمامًا عن الأبناء، كما ينبغي عليهم اختيار الوقت المناسب للحديث في المواضيع التي تحتاج الهدوء والتركيز، فمثلًا من الخطأ الحديث حول الأمور الهامة في وقت متأخر بينما أحد الأطفال لا يقبل النوم وأحدهم لا يتوقف عن البكاء، اختيار الوقت المناسب مهم جداً ويقلل من حدة الخلافات، إذ إن أغلب الخلافات بين الأزواج حقيقتها توترهم وما يعانونه من ضغط في تلك اللحظة.
الالتزام بنمط حياة معين
وجود روتين معين في حياة العائلة يعلمهم الالتزام ويجعل وقتهم منظماً و ومحدداً وموجهاً للمهام، فانتظام وقت النوم ووقت الطعام ووقت الخروج يخفف الفوضى ويخلق اتزان في المنزل، مما ينعكس بالضرورة على الأطفال وعلى الوالدين وعلاقتهم معاً.
الاتفاق على أسلوب محدد في التربية
على الزوجين التحدث والتواصل باستمرار في التعبير عن وجهات نظرهم في التعامل مع الأبناء والوصول لنقطة متقاربة مشتركة فيما بينهم، بحيث يقلل ذلك من خلافاتهم لاحقاً حول ما يتعلق بالأبناء، كما ينبغي اتباع أساليب الحوار الناجح للوصول إلى حل بعيدًا عن النزاعات والجدال غير المفيد.
تعزيز العلاقة مع الأبناء
قضاء وقت نوعي يومياً مع الأطفال مليء بالضحك والمرح يعزز من رغبة الوالدين في بذل المزيد من الجهد والحب من أجلهم وهناك الكثير من الأنشطة والألعاب التي يمكن تطبيقها مع الأطفال.
الامتنان
فتقدير كل منهما لمجهود الآخر له أثر كبير في توثيق المحبة بينهم، وتخيف التوتر، فيشعران بأنهما شركاء فعلاً ويكمل كل منهما دور الآخر.
اقرأ أيضًا |