يعد مرض الشلل الرعاش (يعرف أيضًا باسم مرض باركنسون ) وبالإنجليزية: Parkinson’s disease، وهو أحد أكثر الأمراض شيوعًا التي تؤثر على الوظائف الحركية للجهاز العصبي المركزي، حيث يتسبب في وجود خلل في آلية التوافق العضلي العصبي للأطراف، مما يؤدي إلى عدم سيطرة المريض على حركة عضلات جسمه عمومًا، ولاسيما العضلات الموجودة بالأطراف، حيث تظهر فيها ارتعاشات خفيفة غير خاضعة لسيطرة المريض على الإطلاق. [1]
أسباب الإصابة بمرض باركنسون (الشلل الرعاش)
لا يزال السبب الفعلي للإصابة غير واضح على نحو دقيق، لكن أشارت بعض الدراسات الطبية إلى أن مرض الشلل الرعاش (باركنسون) يمكن تصنيفه باعتباره مرض وراثي قد ينتقل من انتقال الجينات والصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء. كذلك، فقد أكدت هذه الدراسات إلى وجود بعض عوامل الخطر التي تزيد من فرص واحتماليات الإصابة بمرض الشلل الرعاش (باركنسون)، حيث تشمل ما يلي: [2]
– الرضوح والإصابات والصدمات المباشرة نحو الرأس، ولاسيما عند حدوثها على نحو متكرر (كما في ممارسي الرياضات العنيفة كالملاكمة والمصارعة).
– وفقًا لبعض الدراسات التي أجريت في هذا الشأن، فإن عدم تناول مشروبات الكافيين كالشاي والقهوة، يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بمرض باركنسون (ينصح بتناول مشروبات الكافيين باعتدال على أي حال).
– الإصابة بأحد الأمراض المناعية الذاتية التي تتسبب في تلف الغشاء المحيط بالخلايا العصبية.
– فرط التعرض للمواد الكيميائية السامة على المدى الطويل، كالرصاص والزئبق والبزموت.
أعراض مرض باركنسون الشلل الرعاش المبكرة
تتسم الأعراض مرض باركنسون بأنها تظهر في البداية بشكل طفيف ومحدود، ثم تتزايد حدة هذه الأعراض على نحو متدرج. بشكل عام، يمكننا إجمال أعراض مرض الشلل الرعاش (باركنسون) فيما يلي علامات مبكرة لمرض الشلل الرعاش، تعرف عليها : [3]
1- ضعف العضلات
حيث يحدث الأمر على نحو متدرج وبطئ، ويلاحظ أن عضلات الأطراف السفلية هي الأكثر تأثرًا، ليعاني المريض في البداية من عدم قدرته على المشي بطريقة صحيحة. أما عند تطور المرض وزيادة حدته، قد يصبح المريض عاجزًا عن المشي أو يمشي بصعوبه، مما يعرضه لخطر السقوط والإصابة بالكسور، هذا بالإضافة إلى التأثير النفسي السلبي لهذه التغيرات والتحديات الصعبة التي يمر بها المريض.
2- رعشة تصيب الأطراف كاليد والذراع والساق والفك والوجه.
يتسبب مرض باركنسون (الشلل الرعاش) في وجود رعشة طفيفة بالأطراف (خاصة الأطراف العلوية). ويعزى سبب ذلك إلى حدوث خلل في آلية إفراز الدوبامين، المسئول عن توصيل الأوامر الحسية والحركية من المخ لسائر عضلات الجسم.
أيضًا وعلى سياق متصل، يتسبب نقص مستوى الدوبامين بالجسم في الإصابة بالأرق واضطرابات النوم، فضلًا عن تأرجح المزاج وتقلبات الحالة النفسية.
3- ضعف العضلات وضمورها
يتسبب ضعف العضلات في فقدان قدراتها الوظيفية، مما يؤدي إلى ضمورها، وشكوى المريض من آلام العضلات. كذلك ولنفس السبب، تعد آلام المفاصل وآلام الرقبة والظهر من السمات المرضية الشائعة جدًا لدى المصابين بمرض الشلل الرعاش (باركنسون).
4- تيبس عضلات الوجه (ظاهرة قناع الوجه)
يلاحظ أن مرضى الشلل الرعاش أو مرضى باركنسون يعانون من ظاهرة تعرف في الأوساط الطبية باسم “قناع الوجه”، ويقصد بها افتقاد المريض القدرة على التعبير بوجهه عن أي مشاعر أو عواطف يشعر بها، كالسعادة أو الخوف أو الغضب… إلخ. ويعزى سبب ذلك إلى تيبس عضلات الوجه وعدم قدرتها على الحركة بشكل سليم.
5- ضعف الحالة الذهنية والإدراكية
قد تتأثر الحالة الذهنية والإدراكية للمريض في الحالات المتقدمة، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى الإصابة بالخرف أو الزهايمر.
هناك مجموعة من الأعراض المرضية الأخرى التي قد تصاحب الإصابة بمرض الشلل الرعاش (باركنسون)، وذلك على الرغم من عدم الفهم الواضح لآلية ارتباط حدوثها مع هذا المرض، ولعل أهم هذه الأعراض: سلس البول، الضعف أو العجز الجنسي، التهابات مجرى البول المتكررة، فرط التعرق.
6- التعرض لتغيرات في الصوت
يؤثر مرض الشلل الرعاش الحالات المتقدمة، إلا أن بعض التغييرات الطفيفة على الصوت وطريقة الكلام تبدأ بالظهور في مراحل المرض الأولى وقد لا تكون هذه واضحة جدًا حتى للمصاب بها.
تبدأ هذه التغييرات عادةً على هيئة صوت بدأت نبرته بالانخفاض ليتطور الأمر في المراحل المتقدمة من المرض، وقد يصبح صوت المريض همسًا لا أكثر.
مضاعفات إهمال مرض الشلل الرعاش (باركنسون)
يجب بعد تشخيص الاصابة بمرض الشلل الرعاش (باركنسون) عدم إهمال علاجه وذلك تلافيًا لحصول مضاعفات مرض باركنسون والتي تتمثل في: [4]
– عدم القدرة على التفكير ومواجهة صعوبات في التفكير والفهم والإدراك.
– صعوبة في عملية البلع في الحالات المتقدمة.
– صعوبة الاكل والمضغ بسبب تأثيره على عضلات الفم.
– صعوبة في التحكم في البول وصعوبة التبول.
– الاصابة بمشاكل في حاسة الشم.
– الاصابة باضطرابات الجهاز الهضمي مثل الامساك.
– اضطرابات ومشاكل في النوم.
– الاكتئاب والتغيرات الحسية العاطفية كالخوف أو القلق.
– تغيرات مفاجئة في ضغط الدم ارتفاعًا وانخفاضًا.
عوامل خطر الاصابة بمرض الشلل الرعاش
تشتمل عوامل خطر الإصابة بمرض الشلل الرعاش (باركنسون) ما يلي: [5]
1- العمر: حيث انه نادرًا ما يُصاب صغار السن بمرض باركنسون. يبدأ ظهور المرض في العادة عند الاعمار الكبيره عند الستين من العمر ومن الممكن ظهوره في منتصف العمر ويزداد معدل تطور المرض وخطورته مع التقدم بالسن.
2- الوراثة: وجود قريب مُصاب بمرض باركنسون يرفع من احتمالية الاصابة بالمرض.
3- الجنس: يتطور مرض باركنسون لدى الرجال بنسبة أكبر من السيدات.
4- التعرُّض للسموم: التعرُّض المستمر لمبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية قد يرفع معدل خطورة إصابتك بمرض الشلل الرعاش بنسبة طفيفة.
تشخيص الإصابة بمرض باركنسون (الشلل الرعاش)
تتسم الصورة الإكلينيكية لمرض الشلل الرعاش (باركنسون) بأنها مميزة للغاية، ويمكن من خلالها الاستدلال على تشخيص المرض. لكن للتأكيد على نحو صارم، ولمعرفة مدى تطور الحالة، قد يوصي الطبيب المعالج بإجراء تخطيط كهربائي للعصب وللعضلات.[6]
كيفية علاج الشلل الرعاش؟
هناك العديد من الخيارات العلاجية التي يمكن استخدامها للتعامل مع حالات مرض الشلل الرعاش (باركنسون). يظل الطبيب المعالج هو الأقدر على تحديد الخيار العلاجي الأنسب للمريض بناءً على مدى تطور حالته المرضية. ولعل أهم التدابير العلاجية المستخدمة في علاج مرض الشلل الرعاش (باركنسون)، ما يلي:[7]
العلاج الدوائي
يستخدم عادةً في الحالات الأولية الطفيفة، حيث يقوم الطبيب المعالج بإعطاء عقار “ليفيدوبا”، الذي يهدف إلى رفع مستوى الدوبامين إلى معدلاته الطبيعية. على الرغم من فعالية هذا العقار في علاج عدد كبير من الحالات المصابة بمرض الشلل الرعاش (باركنسون)، إلا أن ما يعيبه هو افتقاده للتأثير العلاجي بعد بضعة سنوات نظرًا لاعتياد الجسم عليه. في مثل هذه الحالات، قد يوصي الطبيب المعالج بزيادة الجرعة الدوائية، وهو ما قد يعرض المريض لتأثيرات جانبية غير مستحبة.
هناك مجموعة من الأدوية التي يمكن أن تساعد في السيطرة على مشاكل: المشي والحركة والرعاش حيث تعمل على إفراز مادة الدوبامين أو كبديل لهذه المادة وتعمل على تحسين الأعراض التي يمكنك الشعور بها ومن هذه الأدوية الأتي:
– دواء ليفيدوبا لعلاج مرض الشلل الرعاش كما ذكرناه سابقًا وهو الأكثر فعالية.
– تناول الأدوية المساعدة للدوبامين ومعالجة الأعراض الناجمة عن المرض.
– دواء استنشاق كاربيدوبا و ليفودوبا للسيطرة على أعراض مرض الشلل الرعاش.
– مضادات الفعل الكوليني للتحكم في أعراض مرض الشلل الرعاش.
– قد يصف الطبيب دواء أمانتادين لوحده وذلك للتخفيف من أعراض المرض.
وتجدر الاشارة الى ضرورة عدم تناول اي دواء الا بمشورة الطبيب وذلك منعًا لانتكاس الحالة وحصول مضاعفات خطيرة.
العلاج الطبيعي
يساعد العلاج الطبيعي في تحسين الأعراض التي يشعر بها مريض الشلل الرعاش حيث تساعده على تحسين القدرة على الحركة وزيادة كفاءة قوة العضلات. كما يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي على مواجهة تطور ومضاعفات المرض ويعطي شعوراً بالثقة وتحسين التوازن من خلال ممارسة التمارين الرياضية التي تناسب الحالة الصحية والسن كـ المشي والسباحة أو التمارين الرياضية المائية أو تمارين الإطالة على تحسين التوازن والقدرة على الحركة بشكل أفضل.
استخدام العلاج بالتدليك والذي من شأنه ان يساهم في التقليل من شد العضلات ويعزز من الشعور بالراحة والاسترخاء.
العلاج الجراحي
يستخدم عادةً في الحالات المتقدمة من المرض، أو في حالة إخفاق العلاج الدوائي. يتضمن العلاج الجراحي استئصال أجزاء معينة من المخ، والتي تكون مسؤولة عن نقص مستوى الدوبامين بالجسم. تحقق هذه الجراحة نتائج علاجية جيدة، لكنها قد تكون سببًا في تضرر بعض المراكز الحيوية الأخرى بالمخ، ولاسيما تلك المسؤولة عن الإدراك أو النطق… إلخ.
التحفيز العميق للدماغ
يعد هذا الخيار أحد الوسائل العلاجية الحديثة والفعالة في علاج مرض الشلل الرعاش (باركنسون)
تتضمن هذه الوسيلة العلاجية زرع جهاز دقيق تحت الجلد يعمل على تحفيز المخ لإنتاج الدوبامين، والحفاظ عليه وفق معدلاته الطبيعية المطلوبة، حيث في مثل هذه الحالات يتم زرع مسارات كهربائية داخل جزء معين في المخ لكي يرسل نبضات كهربائية إلى الدماغ والتخفيف من أعراض الشلل الرعاش.
ويسمى أيضاً بعملية تحفيز خلايا الدماغ وذلك من خلال زراعة هذه الأقطاب الكهربائية بالمخ والتي يمكن أن تخفض اللجوء لإستخدام الأدوية الأخرى ويعمل على التقليل من الحركات اللاإرادية التي مثل ضعف الحركة كما يساعد على التخفيف من التقلبات الأعراض وتحسين مشكلات الحركة والمشي التي تطرأ الأعراض وتقليل الشلل الرعاش وبطء الحركة ومشكلات المشي.
العلاج بتحسين نمط ونظام الحياة
يمكن لتغيير نمط الحياة التخفيف من أعراض الشلل الرعاش مثل:
– إختيار نمط الحياة الصحي الذي يتمثل في تناول الأطعمة الغذائية الصحية التي تحتوي على جميع العناصر الغذائية والألياف التي تحمي الجسم من الأمراض والتقليل من مضاعفاته وشرب كميات كافية من السوائل والمياه لتجنب الإصابة بالإمساك.
– تناول الأطعمة التي تساعد على التحكم في مستويات سكر الدم وارتفاع ضغط الدم ومستوى الكولسترول في الدم وأمراض القلب.
– الإكثار من الخضراوات والفاكهة التي توفر المضادات الأكسدة والمعادن والفيتامينات التي تعمل على تغذية وتدعيم الجسم والعضلات والأعصاب وباقي أعضاء الجسم.
– الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم مثل: منتجات الألبان والبيض والبروتين المهم لصحة وقوة العظام.
– كما يوفر النظام الغذائي الصحي المتوازن على العناصر المغذية مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية المفيدة في مثل الحالات المصابين بمرض الشلل الرعاش.
– ممارسة التمارين الرياضية حيث تقوم على تحسين قوة العضلات ومرونتها وتوازنها كما تحسن الحالة العامة للجسم والحالة المزاجية والعمل على تقليل من الشعور بالاكتئاب أو القلق.
– تجنب ان تسوء الحالة والوصول الى مراحل المرض المتأخرة.
هل كان المقال مفيدًا؟
المصادر والمراجع[+]
↲1 | https://www.nia.nih.gov/health/parkinsons-disease |
---|---|
↲2 | https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/parkinsons-disease/symptoms-causes/syc-20376055 |
↲3 | https://www.parkinson.org/understanding-parkinsons/10-early-warning-signs |
↲4 | https://www.healthline.com/health/parkinsons/complications |
↲5 | https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/parkinsons-disease/parkinsons-disease-risk-factors-and-causes |
↲6 | https://www.parkinson.org/Understanding-Parkinsons/Diagnosis |
↲7 | https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/8525-parkinsons-disease-an-overview |