ما هي الإكزيما؟
تعد الإكزيما أحد الأمراض الجلدية التحسسية التي تظهر عادةً في مرحلة الطفولة أو عند اقتراب مرحلة البلوغ، حيث يعاني المريض من تفاعلات التهابية بالجلد، والتي تصيب الجلد بالاحمرار في صورة بقع متفرقة تميل إلى اللون الأحمر، كذلك قد يعاني المريض من وجود بثور تسبب الحكة، والتي تمثل الشكوى الرئيسية لمعظم حالات الإكزيما.
أسباب الإصابة بالإكزيما
تؤكد الدراسات الطبية على أن الإكزيما تنشأ بتأثير وجود عوامل جينية وراثية تنتقل من الآباء إلى الأبناء، لكن لحدوث تفاعلات فرط التحسس بالجلد، فلابد إذن من وجود بعد العوامل المحفزة لهذه التفاعلات، لعل أهمها ما يلي:
- فرط التعرض للضغوط النفسية والعصبية.
- فرط التعرض للإجهاد الحراري أو فرط التعرق.
- بعض المواد التي تتواجد في البيئة المحيطة، مثل: الصوف، المطاط، الصابون، الغبار… إلخ.
- أنواع معينة من الأطعمة، مثل: المواد الحافظة، المحار، المأكولات البحرية، الشوكولاته، البيض، الأسماك، الموز… إلخ.
الصور الإكلينيكية للإكزيما
هناك العديد من الأنماط المرضية للإكزيما، والتي تختلف باختلاف توقيت ظهور الإصابة، فضلًا عن آلية حدوث الأعراض المرضية المصاحبة، ويمكننا إيجاز أهم الصور الإكلينيكية للإكزيما فيما يلي:
- الإكزيما التلامسية: هو النوع الأكثر شيوعًا وانتشارًا للإكزيما، حيث يعاني المريض من نوبات احمرار الجلد والحكة بتأثير التعرض المباشر للمواد المسببة للإكزيما، كالغبار أو أشعة الشمس أو حتى أطعمة معينة كالبيض أو الأسماك وبمجرد تشخيص الإكزيما التلامسية ينبغي على الطبيب المعالج إخضاع مثل هذه الحالات لاختبارات الحساسية، والتي تهدف إلى التعرف على العامل المسبب لفرط التحسس، ثم توجيه المريض إلى تجنب هذه العوامل قدر الإمكان.
- الإكزيما الدهنية: تستهدف الإكزيما الدهنية بشكل أساسي الأشخاص ذوي البشرة الدهنية، كما أنها تكون أكثر ظهورًا ووضوحًا في فروة الرأس حيث يزيد معدل توزيع الغدد الدهنية ويعاني مريض الإكزيما الدهنية بشكل أساسي من الشعور بالحكة في فروة الرأس على نحو مستمر، كما تكون مصحوبة بطفح جلدي يغطيه قشور رقيقة تميل إلى اللون الأبيض، والتي تتألف من إفرازات الغدد الدهنية والعرقية الموجودة بفروة الرأس.
- إكزيما الأطفال: تنشأ إكزيما الأطفال لأسباب وراثية خلال الأيام الأولى من ولادة الطفل، وذلك في صورة طفح جلدي ينتشر بشكل واضح في مناطق الرقبة والوجه، ويلاحظ أن مريض إكزيما الأطفال قد يعاني من اضطرابات أخرى لفرط التحسس كالربو القصبي أو الرمد الربيعي، كما أن معظم الحالات تختفي تلقائيًا بمجرد وصول المريض إلى أعتاب مرحلة سن البلوغ.
تشخيص الإكزيما
يعتمد تشخيص الإكزيما على التدقيق في التاريخ المرضي للمريض، وفحص الأعراض المرضية المصاحبة والتعرف على الآفات الجلدية المميزة للإكزيما أيضًا وعلى سياق متصل، يتم إخضاع المريض لسلسلة من الاختبارات المعملية التي تعرف باسم “اختبارات الحساسية”، حيث تهدف إلى معرفة العامل المسبب لتفاعلات فرط التحسس الجلدي، ومن ثم الابتعاد عنها قدر الإمكان.
علاج الإكزيما وطرق الوقاية منها
تعد الإكزيما من الأمراض الجلدية التحسسية التي لا يمكن الشفاء منها والقضاء عليها تمامًا، لذا تهدف التدابير العلاجية والوقائية إلى الحد من الأعراض المرضية المصاحبة (خاصة تفاعلات فرط تحسس الجلد المسبب للحكة والاحمرار)، فضلًا عن الحد من ظهور المضاعفات، لذا ولعلاج الإكزيما ينصح باتباع ما يلي:
- الأدوية وتتضمن: الكورتيزون الموضعي + مضادات الهيستامين للقضاء على الحكة كذلك قد يتم إعطاء بعض المضادات الحيوية في حالة ظهور البثور الجلدية، وذلك للقضاء على الالتهاب الجلدي البكتيري الثانوي المصاحب للإكزيما.
- الابتعاد عن العامل المسبب لفرط التحسس، وذلك بعد رصده والتعرف عليه باستخدام اختبارات الحساسية.
- الإكثار من شرب الماء والسوائل، وذلك لتجنب الإصابة بالجفاف الذي يعد أحد العوامل المهيجة للإكزيما.
- الحفاظ على رطوبة البشرة من خلال استخدام الكريمات المرطبة، بالإضافة إلى تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة.
- ارتداء الملابس القطنية المريحة، وتجنب ارتداء الملابس المصنوعة من الألياف الصناعية أو الصوف.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية للبشرة.
- استخدام مستحضرات التنظيف والصابون المخصص لمرضى الإكزيما، حيث قد يتسبب الصابون العادي في حدوث التهابات وتحسس بالجلد.
- تجنب تناول الأطعمة المسببة للحساسية، وخاصةً الأطعمة ذات المحتوى العالي من الملح أو التوابل، بالإضافة إلى الأطعمة المعلبة أو المحفوظة.
إقرأ أيضًا