إسلاميات

ما هي صلاة التراويح وحكمها وفضائلها وعدد ركعاتها

حكم صلاة التراويح

مفهوم صلاة التراويح

التراويح جمع لترويحة من روّح النفس، أي أعطى لنفسه استراحة وهي من مشتقات الراحة التي يذهب الشقاء والتعب بها، وتسمى الجلسة التي تعقد بين الركعات الأربع من صلاة التراويح بالترويحة، فالترويحة اسم للجلسة كما ورد في اللغة، وجاء المسمى بالتالي بناءً على ذلك لكل أربع ركعات تقضى في ليل رمضان بالترويحة على سبيل المجاز، وعليه تم تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم؛ لأن صلاتهم كانت طويلة تحتاج إلى راحة بين كل أربع ركعات، ومن ثم عرفت صلاة التراويح على أنها الصلاة التي يقوم بها المسلم في ليالي رمضان على الخصوص، فيأتي المسلم في أثنائها بركعتين ركعتين، إلا أن عدد الركعات مختلف فيه عند العلماء.[1]

حكم صلاة التراويح

قام بها النبي –صلى الله عليه وسلم- لمدة ثلاث ليال ومن ثم توقف عن قيامها رحمة بأمته فخاف -صلى الله عليه وسلم – من أن تفرض على أمته فتوقف عن قيامها مع أصحابه في المسجد، ومن ثم في عهد عمر بن الخطاب –رضي الله عنه – تم جمع الناس عليها مرة أخرى، فعلة التوقف عن صلاتها انتهت بموت النبي-صلى الله عليه وسلم –وهي الخوف من فرضها،[2] فحكمها أنها سنة مؤكدة جاءت الأدلة من السنة والإجماع بالحث عليها والتنويه على فضل قيامها، فقال-صلى الله عليه وسلم-:”من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.[3]

وقت صلاة التراويح

يبدأ وقت صلاة التراويح من بعد قيام صلاة العشاء إلى ما قبل الفجر، وتصلى بأي وقت بينهما، وفي حال جمع المسلمين صلاة المغرب والعشاء جمع تقديم فيجوز صلاة التراويح بعد جمعهم المقدم مباشرة،[4]، ففي امتداد وقتها يسر وسعة على المسلمين فيصلي متى شاء، إلا أن يكون إمامًا فالواجب والأفضل أن يصليها مع الناس مباشرة  بعد العشاء لكي لا يترتب على تأخيرها مشقة على المصلين، فينام بعضهم أو يتعب فيكسل عن أدائها ، فالذي قام عليه عمل الأمة هو الإتيان بصلاتها مباشرة بعد صلاة العشاء.[5]

صفة صلاة التراويح وعدد ركعاتها

لابد للمصلي قبل الشروع بصلاة التراويح أن ينوي بتلك الركعات التي سيؤديها أنها صلاة تراويح أو قيام، فمجرد نية أنها ركعات من النفل يؤديها تطوعًا لا تكفي فاستحضار النية شرط لصحتها، ومن ثم يشرع بصلاة ركعتين ركعتين فلا يجوز له أن يصل أربع ركعات معًا، وشرع في صلاة التراويح الجماعة فكانت مشابهة لهيئتها، أما عدد ركعاتها فمختلف فيه بين العلماء لكن الذي ورد عن السائب بن يزيد-رضي الله عنه- أنه قال:”كانوا يقدمون على عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في شهر رمضان بعشرين ركعة”، أما إذا لم يستطع أن يصلي عشرين ركعة فله أن يصلي ما شاء من الركعات بقيامه فإن في صلاة القيام سعة للمصلي فله أن يصلي ما يستطيع وما يقوى عليه من ركعات.[6]

حكم النداء لصلاة التراويح

النداء إلى صلاة التراويح بقول الإمام (الصلاة جامعة) أو (الصلاة الصلاة ) أو (هلموا إلى الصلاة) أو (التراويح أثابكم الله)[7]، فقد جاء خلاف بين العلماء في ذلك فهم على حصر النداء على الصلاة المكتوبة والصلاة التي ورد بها بنص كصلاة الكسوف التي ينادى لها بقول (الصلاة جامعة)، أما الشافعية فيقولون بجواز النداء لصلاة التراويح وكل صلاة تقوم جماعة عدا صلاة الجنازة والصلاة المنذورة.  [8]

فضائل صلاة التراويح

جاءت الأحاديث مرغبة على القيام بصلاة التراويح وتعظيم أجر قيامها، حتى أنه ورد في أجرها إلحاق صاحبها المحافظ عليها بعد موته مع الصديقين والشهداء، ومن صلى مع الإمام من أول الركعات إلى انتهائها كُتب له بذلك أجر قيام ليلة كاملة، وبنهاية الشهر الكريم وعند توزيع الأجور على أصحابها يغفر لمن قام ليله إيمانًا واحتسابًا كل ما تقدم من ذنبه.[9]

ما هو الأفضل صلاة التراويح في البيت أم في المسجد؟

صلاة التراويح في المسجد مع الجماعة أفضل من صلاتها في البيت لما دلت عليه النصوص الصحيحة من السنة النبوية وقيام الصحابة -رضوان عليهم- بها جماعة في المسجد، ومن تلك الأدلة قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: “من قام مع الإمام (يعني في صلاة التراويح) حتى ينصرف كتب له قيام ليلة”[10]،فعلى الرغم من أفضلية قيامها في المسجد إلا أنه تجوز صلاتها في البيت، لكن بعدة شروط وهي: أن يكون حافظًا للقرآن أو بعضه، وألا يكون مما يكسل ولا يقوى على أدائها لوحده، وألا يترتب على تركه لقيامها في المسجد تعطيل لصلاة فيه، وألا يكون من القادمين لأداء العمرة.[11]

حكم الموعظة بين ركعات التراويح

لم ينقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه أنهم قاموا بالذكر وما شابه ذلك بين ركعات التراويح، لأن الأصل في الاستراحة بينهما أن تكون من أجل الراحة، فيباح للمصلي أن يذكر الله بينهما أو يسكت، ومع الأيام وبعد الناس عن السنة، قام بعض الأئمة على العظة وتعليم الناس بعض من أحكام شهر رمضان خلال تلك الاستراحة، ولا يترتب على قيامهم في ذلك حرج، لأن فيه مصلحة جماعية مع ضرورة التنبيه على أن هذا الفعل ليس من هدي النبي ولا أصحابه.[12]

ماذا يفعل المصلي بعد الانتهاء التراويح؟

ومما يشرع للمصلي فعله بعد تمام صلاة التراويح قوله سبحان الملك القدوس ثلاث مرات لفعل النبي –صلى الله عليه وسلم- ذلك، أما ما ورد من أدعية وأذكار جماعية فهي بدعة، فقد ورد عن أبي بن كعب-رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان بعد انتهائه من التراويح يصلي الوتر ثلاث ركعات ومن ثم يقول سبحان الملك القدوس ثلاث مرات ويقول الثالثة منهن جهرًا.[13]

 اقرأ أيضًا

هل كان المقال مفيدًا؟

المصادر والمراجع[+]

حاصلة على بكالوريس الشريعة تخصص أصول الدين من الجامعة الأردنية، عملت في مجال التعليم ، أحب اللغة العربية بكل ما تحتويها من أركان فشغفي بحروفها شجعني على دراسة الشريعة لاكتشاف أسرار أعظم ما حملته من حروف القرآن وبلاغة التشريع ،وأنا الآن برحلة الوصول إلى حلمي بأن أصبح باحثة متخصصة بعلم التراث.

السابق
5 خطوات لمنزل خالٍ من الفوضى والكراكيب
التالي
فوائد البابونج الصحية والجمالية