ما هي فوائد الجرجير الصحية

يُعتبر الجرجير من الخضراوات الورقية الغنية بالعناصر الغذائية التي تؤثر إيجابًا على عدد لا بأس به من وظائف الأعضاء والجسم وفي هذا المقال سنتعرف على فوائد الجرجير الصحية وما يقدمه للجسم والقيمة الغذائية له.

ما هي فوائد الجرجير الصحية

الجرجير بالإنجليزي Arugula واسمه العلمي Eruca vesicaria من النباتات الخضراء الورقية، وتتكون من أوراق خضراء يانعة مقسمة ذات مذاق مميز (ما بين مالح ومر ولاذع)، تنتمي إلى عائلة الخردليات Mustard Family أو باسمها العلمي Brassicaceae وهي ذات العائلة التي ينتمي لها الكرنب والبروكلي وعدة نباتات خضراء أخرى، وتستهلك نبتة الجرجير بكثرة في منطقة حوض المتوسط بعدة أشكال، حيث تُستخدم طازجة كمكوّن للسلطات، ومن الممكن استخدامها كنوع من التوابل في الطبخ، كما يمكن استخدامها كصلصة خضراء في البيتزا، وفيما يلي تفاصيل فوائد الجرجير:^[1]

الجرجير وصحة العظام

يحتوي الجرجير على عنصر الكالسيوم الضروري لصحة العظام، وبناء على نصائح المعاهد الوطنية للصحة، فإن الحاجة اليومية للبالغين من الكالسيوم تبلغ 1000 مغ، أيضًا أوراق الجرجير تحتوي على فيتامين ك والذي يؤثر إيجابًا في امتصاص الكالسيوم، وإعادة بناء العضلات، كما يدخل في سلاسل تخثّر الدم Coagulation، وهو ما يجعل للجرجير دورًا هامًّا في ترميم إصابات العظام خصوصًا لدى مرضى هشاشة العظام. ^[2]

الجرجير وصحّة البشرة

يُلاحظ أن الجرجير يحتوي على عدّة عناصر غذائية تعمل كمضادات للتأكسد كفيتامين ج ومضادات للالتهابات كالفولات، الأمر الذي يدعم دوره في الحفاظ على صحّة البشرة في حال استخدام مستخلص أوراق الجرجير وزيت بذرة الجرجير في مستحضرات العناية بالبشرة، حيث إن الجرجير في الطب القديم كان يُستخدم في علاج الأكزيما، وجفاف البشرة وحب الشباب، كما أنه يُستخدم في حماية البشرة من الإشعاعات فوق البنفسجية وآثارها، ويزيد من مرونة خلايا البشرة وليونتها، وعند استخدام الجرجير باستمرار، سيُعطي تأثيرًا مكافحًا للشيخوخة على البشرة.^[3]

الجرجير و الاستطبابات

على الرغم من بساطة نبتة الجرجير، إلا أنّ لها استطبابات صيدلانية كثيرة قد تفاجئ البعض، ومنها:^[4]

• مضاد للسرطان

بناءً على عدّة أبحاث علمية أُجريت على ناتج عمليات الاستخلاص من نبات الجرجير على خلايا سرطانية بمختلف أنواعها، فقد وٌجدت نتائج إيجابية بهذا الخصوص، حيث لوحظت استجابة من قبل تلك الخلايا عند تعريضها للمواد المستخلصة من الجرجير.

• مقاوم للإشعاعات

وهو تأثير مرتبط بالتأثير المضاد للسرطان، حيث وُجد أن الخلايا والأنسجة التي تم تعريضها للإشعاع بعد غمرها بمستخلص بذور الجرجير قد حافظت على صحّتها على عكس ما قد يحدث في حال تعريضها للإشعاع دون وجود طبقة لحمايتها، وغالبا ما يعود السبب إلى التأثير المضاد للأكسدة في عدة مواد مستخلصة من الجرجير، إضافة إلى قدرة عدة مواد على التهام الأيونات الحرّة الناتجة عن الإشعاع.

• مضاد حيوي

عند عمل عدّة تجارب لمستخلصات الجرجير من مختلف أجزاء النبتة (الثمار، الأوراق، الجذور والساق) على عدة أنواع من بكتيريا جرام الموجبة والسالبة وأنواع من الفطريات وُجد أن للمستخلص نتيجة إيجابية على أنواع من البكتيريا مثل S. enterica ،  B. amyloliquefaciens وB. subtilis، S. aureus  aeruginosa , Escherichia coli إضافة إلى تأثير إيجابي على فطريات C. albicans حيث منع نمو الكائنات سابقة الذكر وقتل بعضها.^[5]

• مضاد للالتهابات

تُعدّ قرحة المعدة من أكثر الأمراض انتشارًا لعدة أسباب منها التدخين، ونوعية الأطعمة المستخدمة، واستخدام أنواع من المسكنات مثل NSAIDs بسبب تدخلها في خطوات فسيولوجية تتعارض مع صحة جدار المعدة، وعلى الرغم من وجود أدوية توصف لمثل هذه الحالات مثل الأدوية المضادة لمضخة البروتونات Proton pump inhibitor إلا أنه لا حل نهائي موجود لمشكلة القرحات المعدية والمعوية، وبناء على التجارب السريرية، وُجد أنّ للجرجير تأثيراً مضاداً للقرحات على مستخدميه إضافة إلى التأثيرات الطبية الأخرى.^[6]

• مضاد للسكري

عند إجراء دراسة على تأثير مرض السكري على أنزيمات الكبد، وٌجد أن هذا الضغط يؤثر سلبا على أنزيمات الكبد، وعند إعطاء مستخلص الجرجير إلى مرضى السكري لوحظ تحسن على مستوى أنزيمات الكبد، الأمر الذي يدل على تحسّن وضع السكري بعد إعطاء مستخلص الجرجير.

• مضاد للأكسدة

عند إجراء دراسة على الفئران لدراسة تأثير مادة HgCl2 على الكلى وُجد أن لها تأثيرًا سميًا بدليل ارتفاع الكرياتنين مع إعطاء مادة الـ HgCl2 حيث تعتبر هذه المادة مادة مؤكسدة منتجة لأيونات حرة تسبب الضرر للنسيج الحي، ولوحظ أن إعطاء مستخلص من الجرجير يٌصلح الوضع الصحي الناتج عن إعطاء الـ HgCl2 بسبب قدرة المواد الموجودة في المستخلص على التهام الأيونات الحرة ومنعها من أكسدة النسيج الحي.

• تأثير إيجابي على جهاز القلب والدوران

ويعود هذا التأثير إلى وجود عدة مواد من مشتقات الفافانول متعدد الجلايكوسيدات والذي يُعرف بتأثيراته الإيجابية على صحة الجهاز الهضمي وجهاز الدوران والأوعية الدموية.

الجرجير في الطهي

إضافة إلى فوائد الجرجير السابق ذكرها، فإن محتوى الجرجير من السعرات الحرارية يُعد منخفضًا، الأمر الذي يجعل استخدامه مشجّعًا، كما أن نكهته المميزة المتأرجحة بين المرارة والحرارة والملوحة تجعل استخدامه في الأطباق الباردة والساخنة مفضّلًا، فمن الممكن استخدامه نيّئا كمكوّن صحّي إضافي كهريس في البيتزا و الناتشو والشطائر، كما أن من الممكن استخدامه في الأطباق الجانبية كالسلطات، ومن الممكن صنع وجبة قليلة السعرات وغنية بالبروتينات عند إضافة الجرجير إلى طبق مكوّن من الطماطم الكرزيّة والدجاج المشوي مع الجوز، ويُعد مكوّنًا بطعم مميز في سلطات الحمضيات وسلطات التوت، ومن الممكن استخدامه كبديل للريحان في الوصفات الباردة والساخنة، وعلى الرغم من فقدانه لبعض خواصّ مذاقه بالطهي إلا أنّ من الممكن أن يُضاف مطهوّا إلى بعض الأطباق كوصفة المعكرونة مع جبنة الماعز والقرع. ^[7]

القيمة الغذائية للجرجير

يُعدّ الجرجير من المواد الغذائية المحتوية على العناصر الغذائية الأساسية كالبروتينات، والكربوهيدرات، والدهون، إضافة للأملاح المعدنية التي ترتكز عليها وفيما يلي توضيح للعناصر الغذائية الموجودة في الكوب الواحد من الجرجير النيء. ^[8]

محاذير تناول الجرجير

بعد أن تعرفنا على فوائد الجرجير الصحية المتعددة وجب الإشارة إلى أهم محاذير تناول الجرجير والتي نلخصها كما يلي:

• قد يعاني بعض الأشخاص من حساسية ويسبب له رد فعل تحسسي ومضاعفات قد تظهر خلال بضع دقائق إلى عدة ساعات، ومن أعراض التحسس التهاب الحلق والشفتين، وتورم في اللسان، كما أن هناك احتمالية الإصابة بالوذمة الوعائية.
• يجب وضع الجرجير في الثلاجة لاحتوائه على النترات (Nitrates) والتي قد تتحول إلى نيتريت (Nitrite) وتسبب تلوث أوراقه والذي يعد ضاراً عن استهلاكه بكميات كبيرة، كما بالإضافة إلى تداخل مركب النتيريت مع أدوية القلب والأوعية الدموية.
• يجب على الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المسيلة للدم، مثل الورفارين (Warfarin) عدم تناول الجرجير وذلك لغناه بفيتامين ك الذي قد يتداخل مع عمل هذه الأدوية.
• يجب الحذر من تناوله من قبل الأطفال  ممن هم أقل من عمر 4 سنوات، والأشخاص المصابون بقرحة المعدة أو الأمعاء، والذين يعانون أيضًا من أمراض الكلى الالتهابية.