الحياة والمجتمع

مقال عن نجيب محفوظ وملخص حياته

من هو نجيب محفوظ؟

من منا لم يسمع باسم نجيب محفوظ؟ ومن ذَا الذي لا يعرف أنه الأديب الأول والوحيد -إلى اللحظة- الذي حصل على جائزة نوبل للآداب، مع ذلك الكثيرون يجهلون أنه روائي؛ بل صادفتُ من ظنه شاعراً!

يعتبر نجيب محفوظ واحداً من أهم الروائيين العرب لما قدمه من إنتاج أدبي في كافة المجالات.

من هو نجيب محفوظ؟

اسمه “نجيب محفوظ” عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا، ولد في منطقة الحسين بمدينة القاهرة عام 1911، نشأ في بيئة شعبية لأسرة من الطبقة المتوسطة لأم ربة منزل وأب موظف حكومي بسيط، كان الأخ الأصغر لعائلة مكونة من أربعة أخوات وأخين، وذكر نجيب في مذكراته أن سبب تسميته باسم مركب “نجيب محفوظ” هو أنه قبل ولادته ساءت حالة أمه الصحية مما ألزم والده بجلب أفضل أطباء التوليد آنذاك وكان  اسمه الدكتور نجيب محفوظ وبعد نجاح العملية وولادته وكنوع من رد الجميل سمّاه “نجيب محفوظ” وهو الاسم الذي اشتهر به فيما بعد. [1]

نشأته ودراسته

التحق نجيب محفوظ بحلقات الكتاتيب في عمر الرابعة بسبب إصرار جدّه من جهة الأم -والذي كان عالماً ومدرساً في جامعة الأزهر- على دخولها لحفظ القرآن وتعلم الحديث، إلا أنه تركها في عمر السادسة ليلتحق بمدرسة الحسينية الابتدائية. شارك نجيب محفوظ في ثورة مصر ضد الإنجليز عام 1919 وكان جامعاً للتواقيع لدعم الزعيم المصري سعد زغلول. في المرحلة الثانوية انتظم في مدرسة فؤاد الآول، وكانت هذه بداية حياته السياسية إذ انضم لحزب الوفد لمدة خمس سنوات وكان عنصراً نشطاً فيه وانسحب منه بعد أن قام محمد محمود أيام حكمه بتأجيل إعلان الدستور لثلاث سنوات قادمة مما جعله نهاية حياة نجيب محفوظ الحزبية. [2]

التحق نجيب بكلية الآداب – قسم الفلسفة عام 1930 وتخرج منها عام 1934 حاصلاً على ليسانس في علم الفلسفة من جامعة القاهرة.

بداياته الأدبية

بدأ نجيب محفوظ بقراءة كتب الصفوة في الأدب العربي مثل طه حسين والعقاد والمازني، إضافةً إلى الروايات  الأجنبية البوليسية المترجمة، أما في الشعر العربي القديم فقد اتجه لقراءة دواوين كبار الشعراء أمثال أبي الطيب المتنبي وأبي العلاء المعري وابن الرومي. وكان لنجيب نظرة مختلفة للكاتب كونه يجب أن يكون جامعاً للفن والأدب، فاتجه لدراسة الفن التشكيلي لعام واحد قبل أن يتركه ويتفرغ بشكل كامل للأدب. [3]

كتب نجيب محفوظ مقالات قصيرة في صحف مغمورة في عام 1928 أما إنتاجه الأدبي الأول كان عام 1936 عندما كتب مئة قصة قصيرة رفضت المجلات والصحف نشرها دون ذكر الأسباب.

بعد تخرجه من الجامعة اشترك في مسابقة لكتابة القصة القصيرة يقيمها مجمع اللغة العربية وكان ذلك بداية لصداقة طويلة مع الأديب العقاد الذي أثنى عليه ومنحه جائزة المركز الأولى مناصفةً مع المازني، وفي عام 1957 فاز بجائزة مسابقة الملك فؤاد الأول عن رواية قصر الشوق والتي كانت آخر جائزة يحصل عليها في النظام القديم، أي قبل الثورة وكان حينها ينشر مقالات أسبوعية في جريدة الوفد التي يترأسها العقاد. [4]

ترك نجيب محفوظ رسالة  الماجستير في منتصفها والتحق بوظيفة كاتب في الجامعة وكان ذلك في مطلع شبابه محاولة منه التفرغ للقراءة والإنتاج الأدبي بطريقة منتظمة.

نشرت الثلاثية بين عاميّ 1956 و1957 واستغرقت عملية إعدادها للنشر أربع سنوات.

بعد هزيمة 1967 كتب نجيب مجموعة قصصية نشرت على شكل حلقات استعرض فيها أحداث التاريخ المصري الحديث وحياة الناس مرتبة بطريقة هجائية وأسماها مرايا.

حياته السياسية

عندما قامت الثورة المصرية في 23 يوليو كان نجيب يعمل في مكتب وزير الأوقاف وحينها  كان قد انتهى من كتابة الثلاثية (بين قصرين، قصر الشوق، السكرية)، لكن تعذر طباعتها بسبب ضخامة حجمها، فقام يوسف السباعي بالاحتفاظ بها ونشرها على أجزاء في مجلة الرسالة الجديدة التي أصدرتها الحكومة وكان يشغل فيها منصب رئيس التحرير. اهتم عبد الناصر بمؤلفات نجيب محفوظ على نحو خاص وكان يستدعيه في أوقات مختلفة لمكتبه ليناقشه ويعطي رأيه فيما نُشر، واعتبر نجيب عبد الناصر منقذاً ومغيراً للحياة من جذورها وناصراً للفقراء، لكن بعد ذلك كتب رواية ثرثرة فوق النيل، شارحاً فيها الفجوة التي حصلت بين الشعب والحكومة واعتباره غير موجود بالحياة السياسية. وفي منتصف حكم عبد الناصر ومع غياب حرية التعبير والرأي صدرت رواية الكرنك واصفاً فيها حياة المعتقلات والسجون وأحوال أسرهم. [5]

أما رواية أولاد حارتنا التي اعتمد فيها اُسلوب الترميز والتعبير المجازي من قصص القرآن والتوراة واستخدام قصص الأنبياء مثل محمد وموسى -عليهما السلام- مما جعل نجيب مضطراً للشرح والتفسير طوال أحداثها، وقد ترجمت للإنجليزية عام 1981.

حياته الأسرية

تزوج نجيب من عطية الله التي كانت ربة بيت عادية وفرت له الجو الأُسري الهادىء وقامت بالأعباء الاجتماعية عنه مما منحه البيئة المناسبة لزيادة إنتاجه الأدبي، أنجب منها ابنتيه فاطمة وأم كلثوم وقد درست كلتاهما في الجامعة الأمريكية.

نجيب محفوظ وجائزة نوبل

في 10 ديسمبر 1988 حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل للآداب من ملك السويد في مدينة استوكهولم، وسُلمت لابنتيه نيابة عنه، وبعدها منحه الرئيس السابق حسني مبارك قلادة النيل أعلى الأوسمة المصرية وكان يبلغ من العمر 77 عاماً لإنتاجه الأدبي الرفيع وكان يلقب بعميد الأدب العربي ومهندس الرواية المصرية. [6]

استلهم نجيب محفوظ شخصيات رواياته من وجوه الأشخاص الذين كان يقابلهم بالشارع أو أثناء مشيه على ضفاف نهر النيل، ومن المزارات الدينية التي قضى طفولته فيها متجولاً مع والدته، أو من الأحياء الشعبية التي عاش فيها.

أما بالنسبة لحالته الصحية فقد عانى في طفولته من نوبات صرع متفرقة، وفي فترة شبابه فقد السمع في أذنه اليمنى بشكل كامل، وفي نهايات عمره عانى من ضعف في البصر وتليف الكبد.

من أشهر روايات نجيب محفوظ

الثلاثية، بداية ونهاية، زقاق المدق، ملحمة الحرافيش، اللص والكلاب، حديث الصباح والمساء، عبث الأقدار، الفجر الكاذب.

استمر إنتاج نجيب محفوظ من فترة الأربعينات حتى بدايات الألفية وتوفي في 30 أغسطس 2004 عن عمر يناهز 98 عاماً.

 اقرأ أيضًا

 

هل كان المقال مفيدًا؟

المصادر والمراجع[+]

عثّة كتب منذ الصغر،سافرت مع ابن بطوطة في رحلاته،ركضت مع تلاميذ أرسطو طويلاً،شعرت بصقيع سيبيريا مع ديستويفسكي،وجلست على ضفاف النيل مع نجيب محفوظ،وتعلمت الكثير من العرّاب،وتخرجت من قسم إدارة الأعمال،وكتبت بغزارة لسنوات.

السابق
نصائح قبل شراء مجفف الملابس ( مميزات وعيوب نشافة الملابس)
التالي
فوائد زيت اللوز الحلو للشعر وطريقة استخدامه