ما المقصود بالصرع؟
الصرع هو أحد الاضطرابات التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، حيث يعاني مريض الصرع من نشاط مفرط بالمخ، مما يؤدي إلى دخول المريض في نوبات صرعية تستغرق بضعة ثواني وحتى دقائق معدودة، والتي قد تصل أحيانًا إلى فقدان الوعي، وعلى عكس ما يعتقده الناس، ليس بالضرورة أن تتضمن نوبات الصرع حدوث التشنجات، بل من الممكن أن يشمل الأمر نوبات من التحديق بالعين فحسب.
أسباب الإصابة بالصرع
تنشأ الإصابة بالصرع نتيجة وجود نشاط مفرط بالدماغ يؤثر على كهربية المخ ووظائفه، كذلك هناك بعض الفرضيات التي تشير إلى مجموعة من العوامل المسئولة عن الإصابة بالصرع، ولعل أهم هذه العوامل ما يلي:
- العامل الوراثي: حيث تشير الدراسات الطبية إلى أن أنواع معينة من الصرع تتسم بكونها ذات منشأ وراثي جيني ينتقل من الآباء إلى الأبناء.
- تعرض الرأس والدماغ لصدمات مباشرة، كما في حالات السقوط من أماكن شاهقة الارتفاع أو التعرض لحوادث السيارات على الطريق.
- يرى الأطباء أن إصابات الولادة وما قبل الولادة (تعرض الطفل لعدوى أثناء مراحل تكوينه، نقص الأكسجين أثناء الولادة… إلخ) يمكن أن تكون من العوامل المؤهبة لحدوث الصرع في وقت لاحق.
- تعرض الدماغ للإصابة بالعدوى، كما في الالتهاب السحائي أو التهابات الدماغ ذات المنشأ الفيروسي.
- الإصابة بالسكتات الدماغية أو أورام المخ السرطانية.
- أحيانا قد ينشأ الصرع في الأطفال بتأثير اضطرابات النمو في الأطفال، وعلى الرغم من عدم فهم آلية حدوث ذلك بشكل واضح، إلا أن الدراسات الطبية تؤكد على أن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النمو تتزايد لديهم احتماليات الإصابة بالصرع مقارنةً بالأطفال الأصحاء ذوي معدلات النمو الطبيعية.
- بعض الأمراض العصبية التي تؤثر بصورة أو بأخرى على الحالة الإدراكية، مثل الزهايمر أو التوحد.
أنواع نوبات الصرع
بناء على المناطق التي تعاني من النشاط الغير طبيعي بالدماغ، يمكن تقسيم نوبات الصرع إلى نوعين أساسيين، هما على النحو التالي:
نوبات الصرع البؤرية
يقصد بها حدوث نشاط غير طبيعي بالدماغ في منطقة (بؤرة) واحدة، لذا يطلق عليها أيضا إسم “نوبات الصرع الجزئية”، وتكون مصحوبة عادةً بتشنجات طفيفة في الأطراف، وقد يحدث أحيانًا اضطراب بمستويات الوعي والإدراك في نهاية النوبة.
نوبات الصرع المعممة
يتسم هذا النوع من الصرع بأن النشاط الغير طبيعي للدماغ يشمل جميع أجزاء المخ، ويعاني المريض عادةً من التشنجات وتيبس العضلات، فضلًا عن وجود احتمالية قوية لفقدان الوعي.
الأعراض المرضية المصاحبة للإصابة بالصرع
ينشأ الصرع نتيجة حدوث نشاط مفرط غير طبيعي بالمخ، وهو الأمر الذي يتسبب في ظهور العديد من الأعراض المرضية المميزة، حيث تشمل:
- اختلال مستويات الوعي والإدراك.
- تشنجات الأطراف، والتي قد تكون ارتعاشات طفيفة، وربما تصل إلى تشنجات قوية لا يمكن السيطرة عليها.
- تحديق المريض بعينيه في اللاشئ.
- الشعور بالارتباك.
- التعرق الغزير.
- زيادة خطر التعرض للاضطرابات النفسية، ولاسيما القلق والخوف والاكتئاب.
تشخيص الصرع
تعتمد الاستراتيجية التشخيصية الأولية للصرع على فحص الطبيب لشكوى المريض، والتدقيق في التاريخ الطبي الشخصي والعائلي الخاص به، أما لتأكيد التشخيص ومحاولة التعرف على العامل المسبب للمرض، يلجأ الطبيب المعالج عادةً إلى إجراء الفحوصات والاختبارات التشخيصية التالية:
- فحوصات الجهاز العصبي: والتي تهدف إلى تقييم القدرات الحركية والعقلية والسلوكية للمريض، بالإضافة إلى وظائف الذاكرة والتفكير والنطق والكلام.
- تخطيط كهربية الدماغ: وذلك لرصد أي نشاط غير طبيعي بالمخ.
- فحص الدماغ بالأشعة التشخيصية (التصوير المقطعي المحوسب، الرنين المغناطيسي، التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني).
- اختبارات الدم المعملية: يتم من خلالها رصد أي عوامل وراثية أو عدوى قد تكون مسئولة عن الإصابة بالصرع.
علاج الصرع
إن طرق علاج الصراع تحدد بناءًا على شدة ونوع الصرع الذي يصيب المريض ويتم ذلك بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لتحديد خطة العلاج:
العلاج الدوائي
معظم حالات الصرع يتم علاجها بشكل أولي باستخدام العلاج الدوائي، والذي يهدف إلى الحد من نوبات الصرع، مع ملاحظة أن يتم البدء بجرعات منخفضة، ثم زيادة هذه الجرعات تدريجيًا حتى الوصول إلى الجرعة المطلوبة.
تعديل نمط وسلوك الحياة
يتم من خلال تعديل نمط وسلوك الحياة للتخفيف من أعراض الإصابة بالصرع:
- المواظبة على أخذ الأدوية بالجرعات المحددة من قبل طبيبك.
- الحصول على قسط كافي من النوم يوميًا
- الإلتزام بممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على صحة الجسم والتي من شأنها تحسين الحالة النفسية والإبتعاد عن مسببات الإكتئاب.
- الإكثار من شرب الماء والحرص على تناول الغذاء الصحي الغني بالألياف والبروتينات
الخيارات العلاجية
أما في حالة إخفاق العلاج الدوائي، ولاسيما في نوبات الصرع البؤرية التي تؤثر على منطقة واحدة بالمخ، قد يلجأ الطبيب المعالج إلى بعض الخيارات العلاجية الأخرى الفعالة، والتي تتضمن الاستئصال الجراحي للمنطقة بالمخ التي تسبب هذه النوبات، مع ضرورة التأكد أولًا من أن استئصال هذا الجزء لن يؤثر على الوظائف الحيوية الهامة كالنطق أو السمع أو الرؤية.
العلاجات الأخرى
من سبل العلاج التي تستخدم لمنع حدوث نوبات الصرع هو تحفيز العصب المبهم ويتم ذلك من خلال زرع جهاز تحت جلد المصاب في عنقه حيث يقوم هذا الجهاز بإرسال اشارات كهربائية الى الدماغ لمنع حصول نوبات الصرع.
إقرأ أيضًا