هل التحميلة الشرجية تُفطر الصائم؟
التحاميل هي نوع من الأدواية التي تستخدم لعلاج بعضٍ من الأمراض كالإمساك وخفض درجة الحرارة وبعض الأمراض النفسية، وهي كالمسائل المعاصرة التي أُختلف في بيان حكمها، حسب الحاجة إليها، وبالحديث عن شهر رمضان المبارك يكثر السؤال حول هل التحاميل الشرجية من مفطرات الصائم؟ سنقوم بالإجابة عن هذا السؤال بذكر جميع الآراء من خلال مقال هل التحميلة الشرجية تُفطر الصائم؟.
قول التحميلة الشرجية بأنها تُفطر
نعم تفطر؛ إذ يرى جمهور من علماء الشافعية والحنفية والحنابلة بأن إدخال التحاميل إلى الشرج يُفطر كونها توضع من أحد المنافذ التي تصل إلى الجوف، وهم يرون بأن كل ما يدخل من أحد المنافذ يُفطر، بخلاف المالكية الذين فرقوا بالمسألة حيث قالوا إذا كانت سائلة تفطر أما الصلبة فلا تفطر وأدلتهم كالتالي: [1]
- الحديث المروي عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- في سنن البيهقي :” الفطر مما دخل “،فيرون بهذا الحديث حجة بأن كل ما يدخل إلى الجسد يُفطر.
- التحاميل تدخل عن طريق الشرج إلى المستقيم ومن ثم إلى الأمعاء وبذلك تدخل إلى الجوف فهم لا يفرقون إذا كان الداخل أكل أو شرب أو غير ذلك .
- أن التحاميل تصل إلى الجوف باختيار الصائم وبذلك يفطر.
قول التحميلة الشرجية بأنها لا تُفطر
لا تفطر؛ وهو قول الظاهرية ومن وافقهم من أهل العلم، وهو القول الذي ذهب له ابن عثيمين، فحجتهم في ذلك أنها ليست من الأكل والشرب المنهي عنهما أثناء الصيام فالشارع منعهما ومنع كل ما يقوم مقامهما والتحاميل تستخدم لأغراض علاجية دوائية وهي صلبة ليست بالسائلة التي يُحتمل أن تنفذ إلى المعدة، كما أن امتصاصها بطيء من قبل الأمعاء. [2]
القول الذي رجحته دار الإفتاء الأردنية
ذهبت دار الإفتاء الأردنية إلى ما قاله الجمهور من العلماء بأن التحميلة الشرجية تُفطر بناء على أن كل ما يدخل إلى الجوف يُفطر سواء كان من قيبل الطعام أو لا [3].
تنبيهات
- إذا كان بالإمكان أخذها بعد الإفطار فذاك أفضل.
- إذا كانت التحاميل توضع بقصد التغذية فلايجوز وضعها وعلى صاحبها القضاء .
- يجب أخذ رأي الطبيب المتخصص في مسألة تأجيلها عن موعدها المحدد أو استبدالها بحبوب دوائية في أوقات الإفطار.
في الختام نُذكر دائمًا أن الفقة الإسلامي يتسع لكل النوازل والطوارىء التي تلم بالناس على اختلاف عصورهم، فيدرس كل عالم المسألة بما يتوافق مع النصوص الصحيحية ومن حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل اختلاف العلماء رحمة بنا فيقول سبحانه “وما جعل عليكم في الدين من حرج” سورة الحج :78 فالشريعة جاءت صالحة لكل زمان ومكان و رافعة للحرج عن الناس مراعية لظروفهم.
اقرأ أيضًا: هل قطرة الأذن والأنف تُفطر في رمضان؟ |
هل الحقنة الشرجية تُفطر الصائم؟
اختلف الفقهاء إن كانت الحقنة الشرجية تفسد الصيام أم لا؟
لنتعرف اولًا ما هي الحقنة الشرجية؛ هي الحقن التي تحتوي على سوائل غذائية أو علاجية يُحقن بها المرضى المصابين بالإمساك المعويّ،
ذهب بعض العلماء إلى أنها من مفسدات الصوم وذلك باعتبار أن كل ما يدخل إلى الجوف من طعامٍ أو شراب يعدّ مفطرًِا، أما شيخ الإسلام ابن تيميّة قال: إنها ليست من مفسدات الصوم، وذلك بأنه يرى أنّها ليست طعامًا أو شرابًا ولا بمعنى الطعام والشراب.
وقد أرجع العفاني الأمر للطبيب المشرف حيث قال أنّ هذا الأمر متروك للطبيب، فإن أكّد على أن الحقنة تحتوي على مواد تشبه الطعام والشراب كانت مفطرة، وإن كانت تحتوي على ما لا يشبه الطعام والشراب فلا تعدُّ من مفطرات الصيام.
الأسلم ولضمان صحة الصيام واستمراره هو تأجيل موعد الحقنة الشرجية لما بعد الإفطار، ذلك لعدم وجود ضرر في تأجيلها، ولا سيما أن الطب أثبت أن الامتصاص يحدث في الأمعاء الدقيقة، وأنّ الأمعاء الغليظة دورًا في إعادة امتصاص الماء والأملاح من الطعام إلى الجسم، كما ينصح الأطباء بعدم أخذها أثناء الصيام، ذلك أنها تخرش القولون وتضعف عضلات الأمعاء وتستهلك قوى الصائم، والله تعالى وأعلم. [4]
الخلاصة: ذهب فريق من أهل العلم إلى كون الحقنة الشرجية مفطّرة، لأنّها تصل إلى الجوف، وذهب فريق آخر من أهل العلم إلى كونها غير مفطّرة لأنها ليست بمعنى الطعام والشراب، والأفضل لمن يُريد استخدام هذه الحقنة تأجيلها إلى فترة الإفطار احتياطاً.
هل كان المقال مفيدًا؟
المصادر والمراجع[+]
↲1 | http://ijtihadnet.net/wp-content/uploads/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D9%85.pdf |
---|---|
↲2 | https://dorar.net/feqhia/2754/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3:-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%88%D8%B3 |
↲3 | https://www.aliftaa.jo/Article.aspx?ArticleId=164#.YiYHJXozbIU |
↲4 | https://al-maktaba.org/book/33370/378#p1 |