اعتاد الناس ومنذ الأزل على جعل شخص ما على رأسهم، يتخذ عنهم القرارات، ويوزع المسؤوليات، ويختار لكل شخص دوره المناسب في مكانه المناسب، وأصبح هذا الشخص يسمى المدير أو القائد، الذي يرتقي بمن هم تحت مسؤوليته إلى أعلى درجات التميز في حال لو كان ناجحاً وذي قدرات معينة تمكنه من الإدارة والقيادة، فما الذي يميز المدير الناجح، وما هي المعايير التي يجب أن تكون متوافرة فيه؟ هذا ما سنعلمه هُنا في هذه الأسطر من خلال تسليط الضوء على 11 من أهم صفات المدير الناجح.
أهم صفات المدير الناجح
إذا كنت شخصًا تطمح للإدارة، أو القيادة، أو كنت في هذا الموضع فعليًا فعليك أن تتميز بما يلي:[1][2][3]
مهارات القيادة
القيادي أو المدير لديه القدرة على محاكاة ما يريده من نتيجة بشكلها الكامل أو أجزائها كلًا على حدة، كما أنّ المدير الناجح يتميز بقدرته على خلق جو إيجابي في الحالة التي يصبح فيها كل ما حوله في غاية الإحباط خصوصًا عندما لا يلقى تطلعاته، ولكن هذا يحفزه على إدارة الموقف إلى مرحلة يجعل المرؤوسين شاعرين بالرضا بدلًا من عدم الراحة، وذلك من خلال إرشادته التي تساعدهم على التفكير ببدائل، كما أنك تستطيع تصميم نهج متميز خاص بك في الإدارة، وقد تحتاج لأكثر من أسلوب لقيادة أشخاص معينين ضمن الفريق الواحد، وذلك يساعدك في تحسين إنتاجية شركتك أو مؤسستك ،من خلال فهمك للطريقة المناسبة لإدارة كل موظف ضمن الفريق والفريق ككل.
التجربة الاحترافية
لا وجود للمدير الناجح المحترف دون تجربة احترافية، لا تستطيع أن تكون مديراً فقط بمهارات معينة بل يجب أن تكون قد مررت أثناء مسيرتك المهنية في تجربة عمل محترفة، أي عملت ضمن بيئة تدعم القيادة والتنظيم من أصغر تسلسل في الهرم الوظيفي لأعلاه مما يضفي لك الخبرة مناسبة.
مهارات التواصل
فعليك أن تكون على معرفة تامة بمن هم موظفوك، قدراتهم، إنجازاتهم المهنية، وما يمكنهم إنجازه مستقبلًا من واجبات ومهام، وهذا يجعلك واقعيًا في تطلعاتك للنتائج المرجوة منهم، وأيضًا تُقاس مهاراتك الخاصة بالتواصل في قدرتك على متابعة أعمالهم والتأكد من فهمهم لآلية سير العمل وفقًا لما ترسمه وتقدره كمدير لهم يعلم ما يمكنهم إنجازهم، بالإضافة لاستخدامك كافة وسائل التواصل من الاجتماعات وجهًا لوجه إلى التواصل عبر البريد الإلكتروني أو أي وسيلة متفق عليها ضمن نظام عمل الشركة أو المؤسسة.
التعلم المستمر والالتزام أمام النفس
في نقطة سابقة، كنا قد ذكرنا أهمية التجربة الاحترافية، لكن التجربة لوحدها غير كافية، فمواصلتك لتعلم كل جديد في أساليب القيادة والتعامل الصحيح مع الموظفين للوصول إلى النتائج المرجوة من العمل وتعلم كل ما يصب في تطويرك ذاتيًا وانعكاس هذا التطور على موظفيك،سيضيف الكثير من المنافع لشركتك أو مجموعتك في المؤسسة، كما أن ذلك يعني أن وصولك لدفة القيادة لا يعني أبدًا توقفك عن التعلم بل يعني حاجتك المتزايدة إليها، كما أن إحدى الفوائد بأن يصبح موظفوك ساعيين للتعلم المستمر بسببك كقدوة، ومن الأمثلة على ما تستطيع تعلمه نذكر شهادات إدارة المشاريع، أخلاقيات العمل، ريادة الأعمال، حتى إدارة الموارد البشرية.
التنظيم وإدارة الوقت
المدير الناجح هو الذي يعكس ما فيه إيجابيًا على موظفيه، فببساطة أنت انعكاس موظفيك، فعندما تهتم بالتنظيم وترتب الأولويات، وتقدر وقت العمل وتديره بشكل يضمن تفرغك لأعمالك وموظفيك عندما يحتاجونك يجعلهم يقدرونك بشكل أكبر ويحرصون على تنظيم وترتيب أولوياتهم لإنهاء أعمالهم ضمن الخطة الزمنية المعدة سابقًا لمشروع ما، الأمر الذي يضمن إنجازه بفاعلية أكبر، وتستطيع أن تساعد نفسك باستخدام مفكرة تنظيمية، أو أحد التطبيقات الخاصة بالتنظيم والتخطيط والتي تستطيع من خلالها ترتيب اجتماعاتك، مهامك، أولوياتك …إلخ من المسؤوليات.
مهارات التفويض
كونك في منصب إداري مهم، يعني وجودك ضمن ضغط عمل هائل يتطلب منك القدرة الكاملة على إحالة بعض الأعمال لموظفيك بطريقة صحيحة تراعي ميولهم، ومعرفتهم، وهذا يجعلك متفرغاً للمهام التي لا يستطيع أحد غيرك تأديتها.
الثقة بالنفس
أهم ما يميز المدير الناجح أنه على درجة عالية من الثقة بنفسه، كون هذا العامل يجعل مالكه يتحلى بقدرة على التأثير بمن حوله من خلال هالة الثقة التي يمتلكها، فمثلًا عند وقوع فريقه تحت ضغط ذي درجة عالية غير معتادين عليه، ولا يستطيعون الوثوق بقدراتهم على الإنجاز، يستطيع هو بهدوئه النابع من ثقته بالرؤية التي يمتلكها من إعادة الأمور إلى نصابها، كما أنك تكون محط الأنظار في اتخاذ القرارات المهمة وهذا ما يستطيع تحقيقه المدير الناجح صاحب الثقة، بالإضافة إن هذه الثقة ستنعكس على فريقك منك أنت وتؤثر على تسييرهم وإنجازهم لما هو مطلوب منهم.
التفكير الإبداعي
المدير الناجح أو القائد الناجح هو من يكون مفكراً مبدعاً، في فن القيادة عليك أن لا تحصر قراراتك أو رؤيتك فقط ضمن تجاربك أو ما تعلمته سابقًا، بل يجب عليك أن تكون الشخص الأول في الفريق الذي يبادر بما هو خارج الصندوق وذو طابع إبداعي متفرد، وأيضًا هي مهارة تحتاج للتدريب المستمر مثلها كمثل المهارات الأخرى فيجب عليك تنميتها لأنها تصنع الفرق بين المدير العادي، والمدير الناجح.
احترام الموظفين
ما تقدمه لموظفيك من احترام، وثقة متبادلة، ومعرفة بما يستطيعون عمله وقدرتك على سماعهم وفهم احتياجاتهم أو حتى اعتراضاتهم التي تصب في مصلحة العمل، وخلقك لبيئة عمل احترافية وصحية، كلها أمور يتصف بها المدير الناجح.
كن ملهمًا
إن المدير الناجح يحتاج أن يبلور رؤية مشتركة بينه وبين موظفيه – تختلف عن الرؤية العامة للشركة- حيث تمكنك هذه الرؤية من شحذ قواهم وإخراج مكنوناتهم الداخلية والتي تزيد من فاعلية العمل وتساهم في تحقيق أهداف هذه الرؤية المشتركة، لذا عليك إيصال رسائل إيجابية لموظفيك بالامتنان والتقدير، ومكافأتهم على جهودهم بين الفينة والأخرى، كما ينبغي رفع الروح المعنوية للفريق، مثل هذه الأمور تدفع موظفيك للاستمرار بالعمل معك، مما ينعكس على القيمة الاقتصادية للشركة.
الصدق
يعتبر الصدق من أهم صفات المدير الناجح لذا دائمًا وأبدًا، تكلم بما تفعل، بمعنى أن ما تنادي به كمدير عليك عكسه على عملك، مما يؤدي إلى انعكاس ذلك على الموظفين بأن يصنعوا نسخة أفضل من أنفسهم وهذا يزيد من فاعلية العمل، وحتى تصل إلى هذه المرحلة يجب أن تضع الاعتقادات والقيم الأساسية المراد إنجازها مع الفريق، أيضًا انسب إنجازاتهم لهم وتمتع بالتواضع والإنسانية، المدراء الذين ينسبون إنجازات الموظفين لهم، هم النوع غير المفضل في الإدارة بتاتًا.
نصائح وتوجيهات إلى المدير الناجح
يحتاج المدير الناجح للانتباه لعدة أمور ضمن القيادة والتي تصب في صفاته ومن هذه الأمور:[4]
- قيامك بتحفيز موظفيك باستمرار عن طريق ذكر إنجازاتهم بشكل خاص أو في الاجتماعات، واحترامهم، والاهتمام بما يقلقهم في بيئة العمل الأمر الذي يساهم في زيادة تحفيزهم لأنفسهم، وينعكس على فعالية العمل.
- عندما تضع الأهداف لفريقك عليك أن تضعها بذكاء، أي أن تقيس أهدافك بما يمتلكه موظفوك وبما تمتلكه أنت من قدرة على القيادة، وهكذا تستطيع أن تحققها بل وأن تتجاوز التوقعات عند التحقيق، فليس المهم وضع أهداف تفاؤلية كبيرة بل الأهم وضع أهداف واقعية يمكن إنجازها والتدرج لما هو أكبر منها.
- عند تفويضك بأعمالك لأحد موظفيك، ابدأ بعمل سهل بسيط، ولا يؤثر حدوث خطأ به تأثير جسيم على سير العمل، الأمر الذي يمكنك من معرفة نقاط قوة وضعف الموظفين ومساعدتهم على تطوير مهاراتهم الشخصية.
- عند التواصل مع الموظفين، عليك أن تكون مستمعاً جيداً كما أنت متحدث جيد، فلا يجب أن تدور كل اللقاءات حولك، بل يجب عليك أن تسمع وتهتم بما يطرحه الموظفون من قضايا وآراء وأهداف وشكاوي الأمر الذي يساهم في خلق بيئة إيجابية للعمل.
ختامًا، المدير الناجح هو انعكاس لموظفيه، كلما حاولت تطوير نفسك أكثر وسعيت جاهدًا لتعلم مهارات جديدة، كلما زاد نجاحك، ونجاح فريق العمل الخاص بك.
اقرأ أيضًا |
هل كان المقال مفيدًا؟
المصادر والمراجع[+]
↲1 | https://leadership.deakin.edu.au/resources/top-10-qualities-of-a-good-team-leader |
---|---|
↲2 | https://www.ccu.edu/blogs/cags/2017/06/10-characteristics-of-an-effective-manager/ |
↲3 | https://www.kangan.edu.au/students/blog/become-a-successful-leader |
↲4 | https://www.wikihow.com/Be-a-Good-Manager |